صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ

11

ﻗﻮﻟﻮﺍ ﺣﺴﻨﺎ

ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻋﺮﻭﺓ
ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ

ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻭﺣﺰﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻋﺠﺎﻓﺎً ﺇﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﺍ ﻟﻠﻨﺼﺎﺋﺢ ﻭﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻭﻳﺼﺮﻭﻥ ﺇﻧﻬﻢ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﺑﻞ ﺍﻷﺳﻮﺃ ﻳﻌﺎﻗﺒﻮﻧﻬﻢ ﺑﺘﻌﺴﻒ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﺼﻞ ﺣﺪ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻀﻴﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﺑﻞ ﺣﺪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﺒﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ extra judiciary .
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺻﺪﺭ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ﺑﺤﻞ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭ ﻭﺗﻔﻜﻴﻜﻪ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻤﺘﻠﻜﺎﺗﻪ ﻭﻭﺍﺟﻬﺎﺗﻪ ﺑﻬﺪﻑ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻳﻤﺎﺭﺳﻪ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻣﻨﺬ ﺇﻧﺸﺎﺋﻪ ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻪ ﺣﻖ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻓﺴﺎﺩﻩ ﺑﺎﺳﺘﺤﻮﺍﺫﻩ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺤﻪ .
ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ ﺍﻟﻤﺸﺮﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺘﺮﺡ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﻟﻤﺪﺓ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﻖ ﻟﻜﻞ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﻔﺴﺪ ﺃﻭ ﻳﺠﺮﻡ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺑﺪﻡ ﺑﺎﺭﺩ ﻛﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺃﻓﺮﺍﺩﺍً ﻭﺟﻤﺎﻋﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻭﻳﻨﺸﺊ ﺣﺰﺑﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻭﻳﻨﺎﻓﺲ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺘﺴﺎﻭﻱ ﻣﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﻭﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻏﺼﺒﺎً ﻭﻓﺴﺎﺩﺍً ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻪ ﻭﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺷﻌﺎﺭﻫﺎ ﺣﺮﻳﺔ ﺳﻼﻡ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ ..
ﺇﺫﺍً ﻓﺈﻥ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺣﻞ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻭﺗﻔﻜﻴﻜﻪ ﻭﻣﺼﺎﺭﺩﺓ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻫﻮ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻋﺎﺩﻝ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺛﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ..
ﺃﻧﺼﺢ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺘﻴﻦ ﻫﺎﻣﺘﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﺰﺏ ﻧﺠﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺭﺑﻜﺎﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺣﻴﻦ ﺃﻗﺼﺎﻩ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮ ﻭﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻷﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺗﺨﺘﺎﺭ ﺃﻓﻀﻠﻬﻤﺎ ﻭﺃﻛﺜﺮﻫﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﻫﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺃﺭﺑﻜﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻭﺯﺭﺍﺀ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﻭﺃﻗﺼﺎﻩ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﻭﻡ ﻭﻳﺘﻄﺮﻑ ﺑﻞ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﻧﺴﺤﺐ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺃﻥ ﻇﻬﺮ ﺗﻴﺎﺭ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻧﻬﺞ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻣﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻜﺎﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺎﺯ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﺃﻣﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻷﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄﻭﺍ ﺣﻴﻦ ﺃﻗﺼﻮﺍ ﻓﺘﻄﺮﻓﻮﺍ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﻬﻮﺱ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﺭﺍﺑﻌﺔ ﺍﻟﻌﺪﻭﻳﺔ ﻓﺤﺪﺙ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﻻﺕ ﻭﺗﻌﺴﻒ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺮﺳﻲ ﻭﺳﺠﻦ ﺍﻵﻻﻑ .. ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻔﺪ ﺣﻜﻢ ﺃﺧﻮﺍﻥ ﻣﺼﺮ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺇﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻻ ﺟﺰﺍﺋﺮ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺣﻴﻦ ﻓﺎﺯﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻟﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﻻ ﺣﺰﺏ ﺃﺭﺑﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ..
ﺃﻧﺼﺢ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺃﻻ ﺗﺘﻄﺮﻑ ﻭﺃﻥ ﺗﺠﻨﺐ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻭﺗﻨﺤﻨﻲ ﻟﻠﻌﺎﺻﻔﺔ ﻭﺗﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺗﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻻ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﻬﻮﺱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﻨﺘﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻭﺗﻌﻴﺪ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺗﺠﺮﺑﺘﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺗﺘﺒﻨﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻨﻬﺠﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻝ ﻭﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻻ ﺗﺤﺘﻜﺮﻩ ﺑﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻑ ﻓﺎﻟﺘﻴﺎﺭﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻮﺳﻄﻲ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎﻭﺯﻩ ﻓﻠﻌﻠﻬﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻊ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ .. ﻫﻞ ﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮﺍ ﺃﻡ ﻳﺴﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ ﺍﻟﻀﺎﺭ ﻟﻠﻮﻃﻦ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد