صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ

16

ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﻟﻴﻨﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ
ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ

ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺴﻦ .. ﺁﺯﺭﻩ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻨﺴﻮﺑﻲ ﺣﺰﺑﻪ؛ ﺧﻼﻝ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻌﻘﺪﺕ ﻣﻨﺬ ﺃﻏﺴﻄﺲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ، ﻛﺎﻥ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﻗﻔﺺ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ، ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻨﻪ، ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻳﺎﺳﺮ ﺑﺸﻴﺮ ..
ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ، ﻭﺣﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺬﻋﺮ، ﻣﺎ ﺇﻥ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻳﻨﻄﻖ ﺍﺳﻢ ” ﻣﺠﺪﻱ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ” ، ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺪﻻﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢٍ ﺻﺎﺩﺭ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻀﺎﺭﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ..
ﻭﻣﺠﺪﻱ ﻣﺜﻞ ﺁﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ، ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﻈﻠﻢ ﻭﺍﻹﻋﺪﺍﻡ، ﻟﻜﻦ ﻗﺼﺘﻪ ﻇﻠﺖ ﺣﻴﺔ، ﺗُﺪﻣﻊ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻭﺗُﺪﻣﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﺧﺎﻟﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ، ﻋﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ .
ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1989 ، ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﺃﻋﺪﻡ ﻣﺠﺪﻱ ﺑﺪﻡ ﺑﺎﺭﺩ، ﻟﺘﻬﻤﺔ ﺗﻘﺎﺭﺏ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﺣﻴﺎﺯﺓ ﻧﻘﺪ ﺃﺟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻟﻤﻀﺎﺭﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ، ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺘﻔﻈﺎً ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 10 ﺁﻻﻑ ﺩﻭﻻﺭ ﻓﻲ ﺧﺰﻧﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺗﺮﻛﺔ ﺃﺑﻴﻪ، ﺃﺣﺪ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺣﻴﻨﻬﺎ ..
ﻭﻟﻌﻞ ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻢ ” ﻣﺠﺪﻱ ” ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ، ﻛﺎﻥ ﻣﺜﻞ ﺟﺮﺡٍ ﻣﻔﺎﺟﺊ، ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺴﺐ ﻟﻪ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺃﻭ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ، ﻭﻛﺄﻥ ﻟﺴﺎﻥ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ؟ ﻭﻟﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ؟ ﻭﻫﻞ ﻫﺬﻩ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺑﻘﺼﺔ ﻣﺠﺪﻱ .. ؟
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً، ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ، ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﻛﺘﺮﺍﺙ ﺑﺄﻱ ﻗﺮﺍﺭٍ ﺻﺎﺩﺭ، ﺭﻓﺾ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻗﺎﺋﻼً ” No Comment ” ، ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻪ ﺗﻔﺎﺟﺄ ﺑﺎﻟﻨﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﻟﻢ ﺗُﺤﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺪﻗﺔ، ﺃﻳﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺗﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺑﺄﻱ ﺣﺎﻝ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺣﺎﻻً ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻣﻦ ﻛﻮﺑﺮ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺑﻘﻴﺔ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ، ﺇﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ !..
ﻓﺎﻟﻘﺮﺍﺭ ﻟﻢ ﻳُﻌﺎﻗﺐ ﺑﻪ ﺃﺣﺪٌ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﻭﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻀﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﻧﺤﻮ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﻋﺎﻣﺎً، ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻬﺎ ﺣﻜﻢ ” ﺍﻹﺻﻼﺡ ” ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ، ﺃﻭﺟﺎﻋﺎً ﻧﻔﺴﻴﺔ، ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ ..
ﻭﻗﺪ ﺳﺮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﻤﻤﻞ، ﻛﻴﻒ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺍﺳﺘﻨﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ، ﻭﻣﻦ ﺣﻖ ﻫﻴﺌﺔ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﻋﻀﻮ ﺍﻟﻬﻴﺌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻷﻣﻴﻦ .
ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺍﻷﻭﻝ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ‏( ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﻧﺤﻦ ‏) ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺘﻐﻴﺮﺓ ﻣﺘﻘﻠﺒﺔ ﻭﺯﺍﺋﻠﺔ .
ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ : ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﺍﺭ ﺑَﻼﺀ، ﻭﻧُﺰﻝُ ﻋﻨﺎﺀ، ﺃﺳﻌﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺭﻏﺒُﻬﻢ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺃﺷﻘﺎﻫﻢ ﺑﻬﺎ ﺃﺭﻏﺒُﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﺍﻟﻐﺎﺷﺔُ ﻟﻤﻦ ﺍﻧﺘﺼﺤﻬﺎ، ﺍﻟﻤُﻬﻠِﻜﺔ ﻟﻤﻦ ﺍﻃﻤﺄﻥَّ ﺇﻟﻴﻬﺎ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد