صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ؟ !

13

ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ

ﺷﻤﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ
ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ؟ !

ﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮﻁ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻓﻲ ١١ ﺃﺑﺮﻳﻞ ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻳﺘﺮﻗﺐ ﺃﻭﻟﻰ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺑﺎﻟﺪﻡ ﻟﻨﺤﻮ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻣﺘﺼﻠﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻔﺎﻭﺽ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ، ﺗﻌﺮﻗﻠﺖ ﻭﺗﻮﻗﻔﺖ ﻭﺗﻠﻜﺄﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻤﺠﺰﺭﺓ ﺍﻟﺒﺸﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺟﺜﺜﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻵﺧﺮ .
ﺛﻢ ﻗَﺒِﻞ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺑﺎﺗِّﻔﺎﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ ﻣﺤﻔﻮﻑ ﺑﺎﻟﻐﺪﺭ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ، ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻭﺗﺴﻠَّﻢ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻠﻤﺲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺳﻮﻑ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺩُﻓﻊ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﺑﺎﻫﻆ ﺍﻷﺛﻤﺎﻥ .
ﺃﺣْﻴَﺖ ﺟﻨﺎﺯﺓ ﻗُﺼﻲْ ﺣﻤﺪﺗﻮ ﻣﻊ ﺟﺜﺎﻣﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻣﻔﻘﻮﺩﻱ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻣﻬﻢ ﺟﺪًّﺍ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ، ﻓﻘﻂ ﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺜﻤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﻠﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺘﻪ .
ﻟﻸﺳﻒ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻄﻲﺀ ﺑﺎﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺗﻤﻀﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺮﻳﺒﺔ ﻭﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﻮﻛﺐ، ﻣﻮﻛﺐ ﻟﻜﻞ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﻣﻮﻛﺐ ﻟﻜﻞ ﻭﺯﻳﺮ . ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻟﺘﺬﻛﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺛﻮﺭﺓ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺣﻮﺍﺭ ﻭﻃﻨﻲ .
ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺑﻌﺪ، ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻃﻮﻳﻼ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺼﺒﺮ ﺑﺘﺎﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ، ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻭﺣﺮﻛﺘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻠﻊ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ، ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ .
ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻭﻣًﺎ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻠﺢ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻠﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﻭﻭﺿﻊ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﻭﻣﺘﻬﻤﻴﻦ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ؟ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﺑﺸﺄﻥ ﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ؟ ﻟﻢَ ﻟﻢْ ﺗُﺪﻭَّﻥ ﺑﻼﻏﺎﺕ ﺿﺪﻫﻢ ﻭﻫﻢ ﻣﻠﻄﺨﻮﻥ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ؟ ﺑﻞ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻨﺘﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻦ ﻳﺘﺮﻛﻮﻙ ﻭﻟﻮ ﺗﺮﻛﺘﻬﻢ؟ .
ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ – ﻭﻏﻴﺮﻱ ﻛُﺜُﺮ – ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ‏) ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ‏( ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﻟﻠﺘﺸﻔِّﻲ ! ﻫﻞ ﻳﻌﻠﻢ ﻫﺆﻻﺀ ‏) ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ‏( ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﺷﻌﺐ ﻛﺎﻣﻞ ﺿﺪ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻤﻜﻴﻦ؟ ! ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﻛﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺗﻮﺍ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺀ . ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺗﺸﻔِّﻴًﺎ ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ .
ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻳﺨﺎﻓﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ، ﻓﻠﻴﺘﺬﻛﺮﻭﺍ ﻗﺼﻲ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﻓﻌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺍﺟﻬﻮﺍ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ، ﺃﻭ ﻓﻠﻴﺨﻠﻮﺍ ﻣﻮﺍﻗﻌﻬﻢ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد