صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ ؟

11

ﺍﻣﺎ ﻗﺒﻞ

ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻟﺮﺯﻳﻘﻲ

ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ ؟

ﺗﺪﺧّﻠﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻠﻒ ﺳﺪ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻲ، ﻭﺩﻋﺖ ﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺛﻼﺛﻲ ﻓﻲ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ ﺗﺤﻀﺮﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺑُﻐﻴﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻻﺗﻔﺎﻕ ﻳُﻨﻬِﻲ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤُﺨﺘَﻠﻒ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤُﺘﻌﻠّﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻟﻤﻞﺀ ﺑُﺤﻴﺮﺓ ﺍﻟﺴﺪ ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﻐﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺨﺘﺎﺭ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻻﺳﺘﺸﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺴﺪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧّﻞ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﻤُﺒﺎﺷﺮ ﻳُﻌَﺪ ﺍﻟﺴﺎﺑِﻘﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻹﺷﺮﺍﻙِ ﻃﺮﻑٍ ﺭﺍﺑﻊٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺜﻼﺛﻲ ﺍﻟﻤُﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳُﺤﺮِﺯ ﺃﻳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ .
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﺭﺃﺱ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻳﺘﻤﺤﻮَﺭ ﺣﻮﻝ ﻧﻘﻄﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ، ﻫﻞ ﺗﻤﻠﻚ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ ﺣﻼً ﻓﺎﺻِﻼً ﻭﻗﺎﻃِﻌﺎً ﻭﻧﻬﺎﺋﻴﺎً ﻟﻸﺯﻣﺔ .. ؟ ﺍﻟﻤُﺮﺟّﺢ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻮﻓّﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﻠﻮﻝ ﻭﺍﻗﻌﻴﺔ، ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺃﻳﺔ ﺭﻏﺒﺔ ﺃﻭ ﻓﻜﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺳُّﻂ ﺑﻴﻦ ﺑﻠﺪﻳْﻦ ﺣﻠﻴﻔﻴْﻦ ﻭﺻﺪﻳﻘﻴْﻦ ﻟﻬﺎ ﻟﺘﺪﺧّﻠﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻓﺎﻷﺯﻣﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺳﺒﻖ ﺃﻥ ﺗﻌﻘَّﺪﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ، ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ ﻓﻌﻠﻪ ﻫﻮ ﻃﺮﺡ ﺣﻠﻮﻝٍ ﺗﻮﻓﻴﻘﻴّﺔٍ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﻬﺎ، ﻭﻣﻌﺮﻭﻑٌ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﻃُﺮِﺡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘَﻮﺍﻓَﻖ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺪَّﻡ ﻣِﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ، ﻭﺳﻌﻰ ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺍﻟﺸّﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﻭﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻞﺀ ﺍﻟﺒُﺤﻴﺮﺓ ﻟﻜﻨﻪ ﺍﺻﻄﺪﻡ ﺑﺼﺨﺮﺓ ﺻﻤّﺎﺀ ﺫﺍﺕ ﻧﺘﻮﺀ ..
ﻭﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻢ ﺗُﻘﺪّﻡ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ، ﻭﺗﺴﺘﻌﺠِﻞ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺷﻌﻮﺭﻫﺎ ﺑﺘﺪﺧّﻞ ﺃﻃﺮﺍﻑٍ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﺭﻭﺳﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪَّﻣﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻛﻮﺳﻴﻂ، ﺛﻢ ﺃﺭﺩﻓﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﺨﻄﻮﺍﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑﺠﻤﻊ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻤﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋُﻘِﺪَﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ “ ﺳﻮﺗﺸﻲ ” ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺮُّﻛﺎﺕ ﻭﺍﺗﺼﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭﺃﻃﺮﺍﻑ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﻭﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻻ ﺗُﺮﻳﺪ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ ﺃﻳﺔ ﻣُﺰﺍﺣَﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻭﻣﺼﺮ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺑﻌﺎﺩ ﺃﻱ ﺗﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺑﺮّﻣﺘﻪ، ﻭﻣﺎ ﺍﺣﺘﻀﺎﻧﻬﺎ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﺻﻤﺘﻬﺎ، ﺇﻻ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘِﻔﺮﺍﺩﻫﺎ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﻃﺔ، ﻭﺇﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﻞ ـ ﺇﻥ ﻭُﺟِﺪ ـ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻬﺎ .
ﻓﻲ ﻇﻦّ ﻛﺜﻴﺮٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ، ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺳﺘُﻤﺎﺭِﺱ ﻓﻘﻂ ﺿﻐﻄﺎً ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻲْ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭﺃﺩﻳﺲ ﺃﺑﺎﺑﺎ ﻟﻠﻘﺒﻮﻝ ﺑﺎﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮَﺳَﻂ، ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻳﺔ ﺗﻮﻗُّﻌﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻻ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺕ ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺘﻄﺮُّﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻻﺕ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭُﺿﻴﺔ ﺍﻟﺴّﺎﺑﻘﺔ، ﻭﻻ ﻳُﻤﻜﻦ ﺗﺮﺿﻴﺔ ﻣﺼﺮ ﺑﺄﻱ ﺩﻋﻢ ﻣﺎﻟﻲٍّ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ، ﻭﻻ ﺇﻏﺮﺍﺀ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ﻟﻠﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﻣﺸﺮﻭﻋِﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺑَﻨَﺖْ ﻋﻠﻴﻪ ﺁﻣﺎﻝ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ . ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﺘﻮﻗّﻊ ﺃﻥ ﺗُﺤﺎﻭِﻝ ﺇﺭﻏﺎﻡ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳُﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺘﺎﺣﺎً ﺣﻞّ ﺁﺧﺮ .
ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺨﺸﺎﻩ ﻭﻧﺘﺨﻮّﻑ ﻣﻨﻪ ‏) ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻜﻀﺐ ﺍﻟﺸﻴﻨﺔ ‏( ﺃﻥ ﺗﻄﺮﺡ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ ﺣﻼً ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻣﺜﻞ ﺗﺨﻠِّﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻋﻦ ﺟﺰﺀٍ ﻣﻦ ﺣﺼّﺘﻪ ﻟﻤﺼﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺨﻠّﻲ ﺑﺸﻜﻞٍ ﻭﺍﺿﺢٍ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ، ﻭﻫﻮ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺗﺬﻫﺐ ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻟﻤﺼﺮ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻓﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤُﺸﺎﺭﻙ ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺮﻱ ﻭﻣﻦ ﻣﻌﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣُﻬﻴّﺌﻴﻦ ﻟﻠﻤﻔﺎﺟﺂﺕ ﻭﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﻣﺎﺕ، ﻭﻗﺪ ﻳُﻔﺮَﺽ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤُﻘﺘﺮﺡ ﻭﻗﺪ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﺑﻪ، ﻭﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺇﻥ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻞ ﻗُﻞ ﺇﻧﻬﺎ ﺧﻴﺎﻧﺔٌ ﻋُﻈﻤﻰ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد