صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ

18

ﺣﺎﻃﺐ ﻟﻴﻞ

ﺩ . ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺒﻮﻧﻲ
ﻓﻲ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ

‏( 1 ‏)
ﻧﺴﺘﻤﻴﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺬﺭ ﺃﻥ ﻧﻨﺤﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻴﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻧﺒﺪﺉ ﻋﻤﻴﻖ ﺃﺳﻔﻨﺎ ﻟﻤﻮﻗﻒ ﺑﻌﺾ – ﺃﻛﺮﺭ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ – ﻣﻦ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻟﺮﺍﻋﻴﺔ ﻟﻺﺭﻫﺎﺏ , ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺑﺤﺘﺔ ﺇﺫ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺇﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﻭﺗﻬﻤﻨﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻓﺴﺎﻋﺔ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺃﺑﺪﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺗﺮﺣﻴﺒﻪ ﻭﺩﻋﻤﻪ ﻷﺑﻞ ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺍﻓﺘﺨﺮ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﺪﻭﺍ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺭﻁ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺃﻛﺜﺮ , ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻭﺑﺎﻣﺎ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻓﻲ 2017 ﺍﻧﺒﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻠﺘﺒﺨﻴﺲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﻚ ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﻭﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﻄﻴﻤﻬﺎ ﻓﻠﻴﺘﺤﻄﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻠﺪ . ﻭﻣﻦ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﺗﺒﺪﻟﺖ ﻓﺎﻧﺒﺮﻯ ﺑﻌﺾ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻟﻠﺪﻋﺎﺀ ﺑﺒﻘﺎﺋﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﻳﺪﺭﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻗﺪ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﺮﻓﺪﻫﺎ ﺑﻤﺒﺮﺭﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻴﻀﻤﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺇﺫ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺴﻌﻰ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ ﻟﺸﻴﻄﻨﺔ ﺑﻼﺩﻩ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺩﻋﻢ ﻣﻮﻗﻒ ﺳﻴﺎﺳﻲ؟ ﻭﻫﺬﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ
‏( 2 ‏)
ﺗﺄﺳﻴﺴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺓ ﺃﻋﻼﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺜﺒﺖ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ، ﻧﺠﺪ ﺍﻷﺳﺎﻓﻴﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻧﻘﺴﻤﺖ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﺍﻟﻰ ﻭﺍﺷﻨﻄﻮﻥ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﺭﺁﻫﺎ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻗﺒﻞ ﺑﺪﺍﻳﺘﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﺎﺑﻞ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﺃﻱ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺃﻣﺮﻳﻜﻲ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻣﺴﺘﻮﻯ، ﻭﺍﻛﺘﻔﻰ ﺑﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺳﻤﻊ ﺃﻏﻨﻴﺔ ﻧﻮﺭ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﺒﻠﺔ ﻫﺎﺩﻳﺔ ﻃﻠﺴﻢ ﻭﺭﺟﻊ ﻟﻠﺴﻮﺩﺍﻥ . ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺭﺁﻫﺎ ﻓﺎﺷﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻗﺎﺑﻞ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﺗﺮﺍﻣﺐ ﻭﺍﺑﻨﺘﻪ ﺍﻳﻔﻜﺎﻧﺎ ﻭﺃﺧﺬﻭﻩ ﺑﺎﻷﺣﻀﺎﻥ ﻭﺧﺎﻃﺐ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﻭﺗﻢ ﺇﻋﻼﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﻠﻌﻴﻨﺔ ﻭﺗﻌﻮﻳﻀﻪ ﻋﻦ ﺍﻷﺿﺮﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺠﻤﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺳﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺣﻤﺪﻭﻙ ﺑﺎﻉ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻭﺟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﻻﻳﺔ ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺣﺎﺩﻱ ﺭﻛﺐ ﺻﻔﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ . ﺇﺫﻥ ﻳﺎ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺃﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻣﻮﻗﻒ ﺭﻏﺎﺋﺒﻲ ﺑﺤﺖ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻤﺎ ﻳﻄﻤﺌﻦ ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﻠﻴﻠﻮﻥ ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﺘﺮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺣﺐ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﻧﺎﺷﻄﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻭﺻﻮﺗﻬﺎ ﻋﺎﻝٍ ﻭﺗﻌﺠﺒﻚ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻠﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﺗﺮﺑﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺸﻠﺖ ﻓﻲ ﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻠﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
‏( 3 ‏)
ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻋﺎﻗﻼ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻔﺘﺢ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻨﺘﺎﻏﻮﻥ ﻭﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﻟﺤﻤﺪﻭﻙ ﻭﺗﺄﺧﺬﻩ ﺑﺎﻷﺣﻀﺎﻥ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺃﻧﺖ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﻦ ﺳﺒﻘﻚ ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﻻ ﺗﺨﺼﻚ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﺤﺬﻭﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ . ﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻋﺎﻗﻼ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻐﻠﻖ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﻤﺪﻭﻙ , ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺰﺍﻧﺔ ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﺑﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﻭﺗﺠﻠﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭﺗﺘﻔﺎﻭﺽ ﻣﻌﻪ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﻇﻔﻲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺳﻢ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺇﻥ ﺍﺳﻢ ﺑﻼﺩﻙ ﺑﺎﻕٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﺸﻠﻮﺥ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺪﻭﺩ ﻭ ‏( ﺍﻟﺠﻀﻮﻡ ‏) ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ . ﻓﺎﻟﺸﻐﻼﻧﺔ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻭﺗﻌﻘﻴﺪ ﺑﻼﻭﻱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻠﺘﻠﺔ . ﻓﺨﻠﻴﻜﻢ ﻣﻌﻨﺎ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد