صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ

11

ﺳﺎﺧﺮ ﺳﺒﻴﻞ

ﺍﻟﻔﺎﺗﺢ ﺟﺒﺮﺍ
ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ

ﺇﻥَّ ﺍﻟْﺤَﻤْﺪَ ﻟِﻠَّﻪِ ﻧَﺤْﻤَﺪُﻩُ، ﻭَﻧَﺴْﺘَﻌِﻴﻨُﻪُ ﻭَﻧَﺴْﺘَﻐْﻔِﺮُﻩ،ُ ﻭَﻧَﻌُﻮﺫُ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪ ﻣِﻦْ ﺷُﺮُﻭﺭِ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻨَﺎ ﻭَﻣِﻦْ ﺳَﻴِّﺌَﺎﺕِ ﺃَﻋْﻤَﺎﻟِﻨَﺎ، ﻣَﻦْ ﻳَﻬْﺪِﻩِ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﻠَﺎ ﻣُﻀِﻞَّ ﻟَﻪُ، ﻭَﻣَﻦْ ﻳُﻀْﻠِﻞْ ﻓَﻠَﺎ ﻫَﺎﺩِﻱَ ﻟَﻪُ ، ﻭَﺃَﺷْﻬَﺪُ ﺃَﻥْ ﻟَﺎ ﺇِﻟَﻪَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺣْﺪَﻩُ ﻟَﺎ ﺷَﺮِﻳﻚَ ﻟَﻪُ، ﻭَﺃَﺷْﻬَﺪُ ﺃَﻥَّ ﻣُﺤَﻤَّﺪًﺍ ﻋَﺒْﺪُﻩُ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ ﷺ .
ﺃَﻣَّﺎ ﺑَﻌْﺪُ :
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ :
ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺳﻼﻡ ﻭﻭﺋﺎﻡ، ﻭﺭﺍﺣﺔ ﻭﺍﻃﻤﺌﻨﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﺄﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻘﻮﻟﻪ ‏( ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ : ﺃﻥ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ، ﻭﻛﺘﺒﻪ، ﻭﺭﺳﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺧﻴﺮﻩ ﻭﺷﺮﻩ ‏) ، ﻓﻤﻦ ﺻﺪﻕ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺭﻛﺎﻥ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺇﻥ ﻗﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻓﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﺤﻠﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﻻ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺇﻻ ﻋﻼﻡ ﺍﻟﻐﻴﻮﺏ، ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ ﺇﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﻧﻄﻖ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻓﻌﻦ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ : ﺃﻧﻪ ﺃﺩﺭﻙ ﺭﺟﻼ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺴﻴﻒ ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﻄﻌﻨﻪ ﻓﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﺬﻛﺮﻩ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ “: ﺃﻗﺎﻝ : ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻗﺘﻠﺘﻪ ؟ .” ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﺡ . ﻗﺎﻝ “: ﺃﻓﻼ ﺷﻘﻘﺖ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻗﺎﻟﻬﺎ ﺃﻡ ﻻ .” ﻭﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻧﺨﻠﺺ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ , ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻜﻔﺮ ﻭﻗﺪ ﺃﺗﻰ ﺑﺄﻓﻀﻞ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺃﻋﻼﻫﺎ، ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ “: ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻀﻊ ﻭﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻭ ﺑﻀﻊ ﻭﺳﺘﻮﻥ ﺷﻌﺒﺔ، ﻓﺄﻓﻀﻠﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ .”
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ :
ﺇﻥ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺣﻜﻢ ﺷﺮﻋﻲ، ﻭﻫﻮ ﺣﻖ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺃﻧﺎﻃﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﺀ ﻟﻴﺘﻮﻻﻩ ﻭﻳﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺎ ﻳﻮﺻﻢ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ، ﻭﺇﺧﺮﺍﺟﻪ ﻣﻦ ﻣﻠﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻗﻄﻊ ﺻﻠﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻏﻨﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻪ ﺗﺘﺮﺗﺐ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻛﺎﻟﻤﻴﺮﺍﺙ ﻭﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﺍﻟﺪﻓﻦ , ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻓﺎﻟﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻗﻮﺍﻝ ﻣﻐﻠﻮﻃﺔ , ﻭﺗﺄﻭﻳﻼﺕ ﺧﺎﻃﺌﺔ , ﺗﻠﺒﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺩﻳﻨﻬﻢ , ﺑﺮﻓﻊ ﺷﻌﺎﺭﺍﺕ ﺑﺮﺍﻗﺔ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﻫﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭَﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻣَﻦ ﻳُﻌْﺠِﺒُﻚَ ﻗَﻮْﻟُﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻳُﺸْﻬِﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻋَﻠَﻰٰ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﻗَﻠْﺒِﻪِ ﻭَﻫُﻮَ ﺃَﻟَﺪُّ ﺍﻟْﺨِﺼَﺎﻡِ * ﻭَﺇِﺫَﺍ ﺗَﻮَﻟَّﻰٰ ﺳَﻌَﻰٰ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻟِﻴُﻔْﺴِﺪَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻭَﻳُﻬْﻠِﻚَ ﺍﻟْﺤَﺮْﺙَ ﻭَﺍﻟﻨَّﺴْﻞَ ۗ ﻭَﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﺎ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻔَﺴَﺎﺩَ ‏) .
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ :
ﻟﻘﺪ ﺑﺪﺃ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻣﻨﺬ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﻔﺮﻭﻩ، ﻭﺍﻣﺘﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮﻓﺔ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ، ﻓﺴﻠﻜﻮﺍ ﺳﺒﻴﻞ ﺃﺳﻼﻓﻬﻢ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ، ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﺍﻷﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ، ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﻭﺻﻴﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ “: ﻻ ﺗﺮﺟﻌﻮﺍ ﺑﻌﺪﻱ ﻛﻔﺎﺭﺍ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺭﻗﺎﺏ ﺑﻌﺾ .” ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ : ﺃﻱ : ﻻ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﻓﺘﺴﺘﺤﻠﻮﺍ ﻗﺘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﺑﻌﻀﺎ ‏( ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ : ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ : ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﺧﺎﻩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺬﻧﺐ ﺃﻭ ﺑﺘﺄﻭﻳﻞ ‏) .
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ :
ﻟﻘﺪ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ , ﻭﺍﻋﺘﺒﺮﻩ ﻣﺜﻞ ﺇﻫﻼﻙ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﻗﺘﻠﻪ , ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺨﻄﻮﺭﺗﻪ ﻭﺟﺴﺎﻣﺘﻪ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ “: ﻣﻦ ﺭﻣﻰ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺑﻜﻔﺮ ﻓﻬﻮ ﻛﻘﺘﻠﻪ .” ﺑﻞ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﺒﻠﻐﻪ ﻭﻭﺻﻞ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺯﻭﺭﺍ ﺑﺮﻣﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﻭﺍﻟﻀﻼﻝ , ﻓﺒﺎﺀ ﺑﺈﺛﻢ ﻋﻈﻴﻢ , ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ “: ﺃﻳﻤﺎ ﺍﻣﺮﺉ ﻗﺎﻝ ﻷﺧﻴﻪ : ﻳﺎ ﻛﺎﻓﺮ، ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ، ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ، ﻭﺇﻻ ﺭﺟﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ .” ﺃﻱ : ﺭﺟﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻘﻴﺼﺘﻪ ﻷﺧﻴﻪ، ﻭﻣﻌﺼﻴﺔ ﺗﻜﻔﻴﺮﻩ . ﻭﺷﺪﺩ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺧﺎﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ” ﺇﺫﺍ ﻛﻔﺮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﺧﺎﻩ ﻓﻘﺪ ﺑﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ .” ﻭﻫﺬﺍ ﻭﻋﻴﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻟﻤﻦ ﻛﻔﺮ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﻭﻗﺪ ﺳﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﻗﺘﺒﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻭﻧﻬﺠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺤﺬﺭﻭﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ، ﻭﻳﻨﻔﺮﻭﻧﻬﻢ ﻣﻨﻪ، ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻗﺎﻝ : ﻗﻠﺖ ﻟﺠﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ : ﻫﻞ ﻛﻨﺘﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ : ﻛﺎﻓﺮ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ . ﻗﻠﺖ : ﻓﻜﻨﺘﻢ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻣﺸﺮﻙ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﻌﺎﺫ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﺳﺌﻞ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺎﺗﻠﻮﻩ : ﺃﻣﺸﺮﻛﻮﻥ ﻫﻢ؟ ﻓﻘﺎﻝ : ﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻓﺮﻭﺍ . ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻩ، ﻭﺗﻌﺪﻯ ﻃﻮﺭﻩ، ﻭﺷﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ، ﻭﻧﺎﺯﻋﻪ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺣﻖ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ .
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ :
ﺣﺮﻱ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺘﺼﺪﻯ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﺪﺧﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺮﻕ ﻭﻻ ﻳﺠﻤﻊ، ﻭﻳﻬﺪﻡ ﻭﻻ ﻳﺒﻨﻲ، ﻭﺃﻥ ﻧﺘﻤﺴﻚ ﺑﺤﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ ، ﺃﺳﺄﻝُ ﺍﻟﻠﻪَ – ﺟﻞَّ ﻭﻋﻼ – ﺃﻥْ ﻳَﻬﺪﻳَﻨﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺧَﻴْﺮُﻧﺎ ﻭﺧﻴْﺮُ ﺃُﻣَّﺘِﻨَﺎ ﻭﺧﻴﺮُ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊِ ﺑﻘﺎﻉِ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺇﻟﻰ ﻣَﺎ ﻓﻴﻪ ﻧَﺠﺎﺗُﻨﺎ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻤﻬﺎﻟِﻚِ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﺃﻥ ﻳُﺤﺴِﻦَ ﺧِﺘﺎﻣَﻨﺎ .
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣُﺤﻤَّﺪٍ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻣَﻦ ﺗَﺒِﻌَﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥٍ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪِّﻳﻦ … ﻭﺃﻗﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ
ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد