ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ !..

ﺍﻟﻌﺼﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ

ﺷﻤﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻮﺭ
ﺗﻌﺬﻳﺐ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ !..

ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻞ ﻣﺘﻬﻢ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ، ﺗﻮﺍﺗﺮﺕ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﻤﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺯﻧﺎﺯﻳﻦ ﺍﻷﻣﻦ، ﻭﻷﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺟﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺎﺕ ﺗﺘﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺼﺪﻳﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ . ﺃﺻﺪﺭ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻷﻣﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻧﻔﻰ ﻓﻴﻪ ﺃﻱ ﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﺩﺛﺔ، ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﺿﻄﺮﺕ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﻤﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ .
ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻋﻬﺪ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺑﻜﻞ ﺃﺳﻒ ﺃﻥ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪًﺍ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺑﻞ ﻭﻛﺄﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ، ﻭﻛﺄﻥ ﺛﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ .
ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺑﺤﺎﺩﺛﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺧﺸﻢ ﺍﻟﻘﺮﺑﺔ، ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺠﺮﻱ ﺣﺎﻟﻴًّﺎ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻗَﺘَﻠَﺘﻪ، ﺃَﻟَﻢْ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮﻭﺍ ﺑﺸﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ “ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴًّﺎ ” ﻭﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ “ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴًّﺎ ” ؟ .
ﻭﻓﻘًﺎ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ، “ ﺗﻢ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺒﻼﻍ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‏) 51 ‏( ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺑﺎﺗﺨﺎﺫ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺑﻼﻍ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ‏) 130 ‏( ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﻭﻋﺪﺩﻫﻢ ‏) 5 ‏( ﺑﻌﺪ ﻭﺿﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﺲ ﺍﻹﺩﺍﺭﻱ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺃﻡ ﺩﺭﻣﺎﻥ ﻭﺗﻮﻟﺖ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺇﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ .”
ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﺎﺩﺓ ﻻ ﻳُﻨﺼﻔﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ، ﺑﻞ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺟﺮﺍﺋﻢ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻊ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﻌﺪﻡ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﺼﺎﻧﺔ ﻋﻦ ﻣﻨﺴﻮﺑﻴﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻻ ﺣﺼﺮ ﻟﻬﺎ .
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻳُﺮﺟﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺟﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﺠﺎﻩ ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﺟﺎﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺩﻭﻥ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻟﺘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻌﻀﻠﺔ، ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻃﻴﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ “ ﺟﺎﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺜﺒﺖ ﺑﺮﺍﺀﺗﻪ ” ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻝ “ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺑﺮﻱﺀ ﺣﺘﻰ ﺗﺜﺒﺖ ﺇﺩﺍﻧﺘﻪ .”
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﻭﻗﺎﻃﻌﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺜﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﺭﺳﻤﻴًّﺎ، ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺫﻟﻚ ﻳﻌﻄﻲ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﺒﺎﺣﺜﻬﺎ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﺰﻉ ﻣﻨﻪ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺃﻭ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ، ﺿﺮﺑًﺎ ﻣﺆﺩﻳﺎ ﻟﻠﻤﻮﺕ .
ﺃﺳﻮﺃ ﻭﺃﺑﺸﻊ ﺻﻮﺭﺓ ﺗُﻌﻜَﺲ ﻋﻦ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻔﺠﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺇﻧﻬﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻬﺎﻛﺎﺕ ﺍﻟﻔﻈﻴﻌﺔ .
ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻣﻔﺠﺮ ﺛﻮﺭﺓ ﻳﻨﺎﻳﺮ 2011 ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺧﺎﻟﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺗﻌﺬﻳﺒًﺎ، ﻭﻟﺤﻘﺖ ﺑﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﻏﺒﻨًﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺮﺩ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺣﻘﻪ .
ﻣﻮﺕ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺑﺸﻌﺔ ﻭﻣﺮﻭﺭﻫﺎ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺃﺧﻼﻗﻴﺔ