صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺇﺳﺎﺀﺓ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ..!!

8

ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ
ﺇﺳﺎﺀﺓ ﻟﻠﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ..!!

ﻃﺮﻓﺔ ﺷﻬﻴﺮﺓ ﻟﺺ ﺟﺮﻱﺀ ﺳﻄﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﻟﻴﻼً ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻙ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ و ﺗﺮﻙ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻋﺎﺭﻳﺎً ﺇﻻ ﻣﻦ ” ﻃﺎﻗﻴﺔ ” ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺳﻪ ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻠﺺ ” ﺍﻟﻄﺎﻗﻴﺔ ” ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺟﺴﺎﺭﺓ ‏( ﻳﻘﺪﺭ؟ ﻛﻨﺖ ﻗﺘﻠﺘﻪ ! )
ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ ﻏﻀﺐ ﻋﺎﺭﻡ ﺍﻧﺘﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﻘﻄﻊ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺷﺎﺏ ﺳﻌﻮﺩﻱ ﻳﺮﺗﺪﻱ ” ﺟﻼﺑﻴﺔ ” ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﻗﺺ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺎﺧﺮ ﻭ ﺧﻠﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻟﻠﺘﺴﻮﻕ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ” ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ” ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ و ﺃﻋﺎﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﺗﺪﻭﻳﺮ ﺍﺳﻄﻮﺍﻧﺔ ‏( ﻇﻠﻤﻮﻧﻲ ﺍﻷﺣﺒﺔ ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻄﻠﻖ ﻛﻠﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺨﺮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﺃﻓﻼﻡ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻭ ﻣﺴﻠﺴﻼﺕ ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ ﺁﺧﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﻮﺭ ﻗﻠﻴﻠﺔ
ﻭ ﻳﺮﻓﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺷﻌﺎﺭ ‏( ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻜﺮﻫﻮﻧﻨﺎ ‏) ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﻳﺔ ﺩﺭﺍﻣﺎ ﺃﻭ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﺗﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺍً ﺳﺎﺧﺮﺓ ﻟﻠﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ و ﺍﺭﺗﻔﻊ ﻣﻨﺴﻮﺏ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻷﻳﺔ ﺩﺭﺍﻣﺎ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻤﺲ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﺷﻌﻮﺏ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮﺓ ﻣﺜﻼً ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﺼﻮﺭ ﺃﺛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﻌﺾ ﺃﻓﻼﻡ ﻋﺎﺩﻝ ﺇﻣﺎﻡ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻫﻨﻴﺪﻱ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﺗﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺍً ﻛﻮﻣﻴﺪﻳﺔ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻧﻘﺮﺃ ﺃﻭ ﻧﺴﻤﻊ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ ﺑﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺗﺼﻮﺭ ﻭﺗﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﺻﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﻓﻴﻠﻢ ‏( ﻋﻨﺪﻟﻴﺐ ﺍﻟﺪﻗﻲ ‏) ﻟﻤﺤﻤﺪ ﻫﻨﻴﺪﻱ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺇﻣﺎﺭﺓ ” ﺩﺑﻲ ” ﻭﺗﺮﺳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﺳﺎﺧﺮﺓ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻟﺮﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺇﻣﺎﺭﺍﺗﻲ ﻭ ﺗﺼﻮﺭﻩ ﺑﺸﻜﻞ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺎً ﻷﺷﻌﻞ ﻣﻨﺼﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﺸﻮﺍﻅ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ .
ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻓﻌﻼً ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺩﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟـ ‏( ﻻ ‏) ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﺃﻗﻞ ﺣﻀﺎﺭﻳﺎً ﻣﻦ ﺭﺻﻔﺎﺋﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ و ﻣﺎ ﻏﻀﺒﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺒﻴﺖ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ .
ﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﻻﺣﻆ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺠﺘﻬﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻮﻳﻦ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺷﻌﻮﺏ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻼﻓﺎً ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻔﺮﺿﻮﻥ ﺃﻟﺴﻨﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﺜﻼً ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺸﻮﺍﻡ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﺗﻈﻞ ﻟﻬﺠﺎﺗﻬﻢ ﻫﻲ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺗﻮﺍﺻﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ .
ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﻣﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺧﺮﺓ ﻫﻮ ﺇﻗﺮﺍﺭ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻓﻌﻼً ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻘﺎﻣﺎً ﺣﻀﺎﺭﻳﺎً ﻭ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻧﺴﺄﻝ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﻛﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ؟
ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺨﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻛﻮﻧﻨﺎ ﺃﻓﻀﻞ ﺣﺎﻻً ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺗﺤﻀﺮﺍً ﻭ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺑﻌﺚ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮﺍﺕ ﺑﻞ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺩﻭﻟﺔ ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺗﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻟﺤﺎﻓﺎً ﺩﻭﻟﺔ ﻣﺘﺴﻮﻟﺔ ﻟﻺﻋﺎﻧﺎﺕ ﻭ ﺍﻹﻏﺎﺛﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﻭﺽ ﻭ ﺍﻟﻮﺩﺍﺋﻊ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻒ ﻣﺎ ﺗﻜﺘﻨﺰﻩ ﺃﺭﺿﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮﺍﺕ .
ﺍﻟﻌﻴﺐ ﻓﻴﻨﺎ !! ﺃﻏﻀﺒﻮﺍ ﻣﻨﺎ .. ﻣﻦ ﺣﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺩﺍﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻉ .. ﺣﺎﻝ ﻻ ﻳﻼﺋﻢ ﺗﺎﺭﻳﺨﻨﺎ ﻭ ﻻ ﻣﻮﺍﺭﺩﻧﺎ ..
ﺃﻏﻀﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ‏( ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﺭﺿﺎ ‏)

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد