ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻨﻴﻢ

للعطر افتتضاح

ﺩ . ﻣﺰﻣﻞ ابوالقاسم

ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻨﻴﻢ

ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺒﺸِّﺮﻭﺍ ﻭﻻ ﻳﻨﻔِّﺮﻭﺍ، ﻭﻳﻴﺴِّﺮﻭﺍ ﻭﻻ ﻳﻌﺴِّﺮﻭﺍ، ﺑﺘﺼﻮﻳﺐ ﺍﻷﻗﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻞ، ﻭﺇﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻋﻞ ﻧﻮﺭٍ، ﺗﻘﻬﺮ ﺍﻟﻈﻼﻡ، ﻭﺗﻨﻴﺮ ﺍﻟﺪﺭﺏ، ﻭﺗﻜﺸﻒ ﺍﻟﺨﻠﻞ، ﻟﺘﻨﺸﺮ ﺍﻷﻣﻞ، ﻭﺗﺤﻔِّﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ .
* ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ _ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺲ _ ﻻ ﺗﺮﺑﺢ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺣﺮﺑﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﺄﺱ، ﻭﻻ ﺗﻜﺘﺴﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻋﺒَّﺮﺕ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭﺃﺩﺕ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻛﻀﻤﻴﺮٍ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺗﺤﺪﺛﺖ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺻﺪﻕٍ ﺗﻤﺜﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺤﻜﻮﻣﻴﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﻴﻦ، ﺗﺒﻴﺎﻧﺎً ﻟﻠﺤﺎﻝ، ﻭﻋﻜﺴﺎً ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺑﻼ ﺗﺰﻳِّﺪٍ ﻭﻻ ﺗﺰﻳﻴﻦ .
* ﺻﺪﻕ ﺯﻣﻴﻠﻲ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺎﺩﻝ ﺍﻟﺒﺎﺯ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﻪ ﻋﻦ ﻭﺍﻗﻊ ﻣﺰﺭٍ ﺗﻌﻜﺴﻪ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺻﺪﺭ ﺻﻔﺤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺑﻌﻨﺎﻭﻳﻦ ﻛﺌﻴﺒﺔ، ﺗُﻌﺒِّﺮ ﻋﻦ ﺳﻮﺀ ﻣﺂﻟﻨﺎ، ﻭﻗﺒﺢ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ، ﻭﺗﺮﺩﻱ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺩﻭﻟﺘﻨﺎ، ﻟﺘﻌﻠﻦ ﻋﺠﺰﻧﺎ ﻭﻫﻮﺍﻧﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻢ .
* ﺃﻧﺒﺎﺀ ﺍﻷﻭﺑﺌﺔ ﺗﻌﺘﻠﻲ ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ، ﻟﺘﻨﺒﺊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺗﺸﻤﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺍﻟﺜﻜﻠﻰ .. ﺍﻟﺰﺍﺧﺮﺓ ﺑﺎﻟﺼﻮﺍﺩﻡ ﻭﺍﻟﻤﺂﺗﻢ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻊ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺟﻊ .
* ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻛﺎﻟﺤﺔ ﻋﻦ ﺣُﻤﻰ ﺍﻟﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺼﺪﻉ، ﻭﺍﻟﺸﻜﻮﻧﻐﻮﻧﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺤﻤﻰ ﺍﻟﻨﺰﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻜﻮﻟﻴﺮﺍ، ﻭﻣﻮﺕ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻭﺗﺸﺮﺩ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﻮﻝ ﻭﺍﻟﻔﻴﻀﺎﻧﺎﺕ، ﻭﺃﻧﺒﺎﺀ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﺷﺪ ﺳﻮﺀﺍً، ﺗﻌﻠﻦ ﻋﻮﺩﺓ ﺷﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﻄﻼﺑﻲ ﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺗﻨﺎ، ﻭﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﺰﺍﺑﻨﺎ، ﻭﺗﻌﺜﺮ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﺰﺃﺓ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺼﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﺼﻴﻞٍ ﻣﺴﻠﺢٍ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﺗﻌﻄﻞ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ، ﻭﻭﺻﻮﻝ ﺑﻮﺍﺧﺮ ﺍﻟﻐﻮﺙ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ، ﻟﺘﺬﻛﺮﻧﺎ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻧﺄﻛﻞ ﺧﺒﺰﻧﺎ، ﻭﻧﺤﺮِّﻙ ﺁﻻﺗﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻋﺎﻟﺔً ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ .
* ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﺎﻫﻮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻛﻤﺎ ﻳﻐﻨﻲ ﺍﻟﻜﺎﺑﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻔﺎﻩ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﻷﻥ ﻣﺤﻔﺰﺍﺕ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺑﻨﻔﻮﺳﻨﺎ ﻛﻲ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺇﻳﺠﺎﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ، ﻭﺗﻘﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺡ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺇﻫﺪﺍﺭ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺘﺎﻑ ﻭﺍﻟﺰﻋﻴﻖ، ﺍﺻﻄﺮﺍﻋﺎً ﻋﻠﻰ ‏( ﺟﻨﺎﺯﺓ ﺑﺤﺮ ‏) ، ﺃﻭﺭﺛﺘﻨﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ .
* ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺫﺍﺗﻪ، ﺑﺄﻃﻔﺎﻝٍ ﺃﺑﺮﻳﺎﺀ ﻳﺘﺴﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﻣﻠﻴﻦ ﺧﺮﻗﺎﺕٍ ﺑﺎﻟﻴﺔ، ﻳﻤﺴﺤﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﻃﻤﻌﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻷﻭﺩ، ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻷﻣﻌﺎﺀ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻗﺮﺓ، ﻭﺣﻮﻟﻬﻢ ﺷﻴﻮﺥٍ ﻭﻧﺴﺎﺀ ﻭﻋﺠﺰﺓ، ﻳﺘﻜﻔﻔﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺷﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﺷﺮﺥ ﺍﻟﺼﺒﺎ، ﻳﺒﻴﻌﻮﻥ ﻗﻮﺍﺭﻳﺮ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻛﻴﺎﺱ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﻭﺑﻌﻀﺎً ﻣﻦ ﻭﺍﺭﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﻓﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻌﺎﺕ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖٍ ﺗﺸﻜﻮ ﻓﻴﻪ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ ﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﺤﺼﺎﺩ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻤﺴﻢ ﻭﺍﻟﻘﻄﻦ .
* ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﺑﻨِﺴﺐ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻣﺪﻧﻲ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﻦ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ، ﺑﻼ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﻻ ﺗﺤﺪﻳﺚ، ﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺭﺗﻔﻌﺖ ﺑﻜﺜﻴﺮ .
* ﻻ ﺷﻲﺀ ﻳﺒﻌﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻓﻲ ﺑﻼﺩٍ ﻣﻨﻜﻮﺑﺔٍ ﻳﻜﺎﺩ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺪﻭﻻﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻄﺮﻕ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ، ﻟﻴﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺎ ﺍﺧﺘﻠﻒ، ﻭﺃﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺘﻮﻛﺄ ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺎﺯﻱ ﺍﻟﺨﻴﺒﺔ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ .
* ﻗﻠﺒﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﻃﻨﻲ، ﻭﻳﺎ ﺧﻮﻓﻲ ﻋﻠﻲ ﺃﻫﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻧﻄﻔﺎﺀ ﺷﻌﻠﺔٍ ﺃﻭﻗﺪﺗﻬﺎ ﺛﻮﺭﺓٌ ﺣﺎﺭ ﻓﻲ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻢ .
* ﺍﺳﺘﻬﻠﻜﻨﺎ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻘﺎﺀ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻴﻦ ﻭﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺗﻴﻴﻦ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻮﻟﻮﺍ ﺇﻃﻌﺎﻣﻨﺎ، ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺩﻗﻴﻖ ﺧﺒﺰﻧﺎ ﻭﻭﻗﻮﺩﻧﺎ ﻭﻣﺪﺧﻼﺕ ﺇﻧﺘﺎﺟﻨﺎ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﺃﺷﻬﺮ .
* ﻣﻀﻰ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ ﺻﺨﺐٍ ﻭﺿﺠﻴﺞ ﻭﻋﻮﻳﻞ ﺑﻼ ﺇﻧﺘﺎﺝ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻘﻀﻲ ﻛﺎﻣﻠﻪ ﻗﺪ ﻻ ﻧﺠﺪ ﻣﺎ ﻧﺄﻛﻠﻪ .. ﺳﻮﻯ ‏( ﺍﻟﻨﻴﻢ ‏)