صحيفة كورة سودانية الإلكترونية


بشائر ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻦ..

10

بشفافية

حيدر المكاشفي


بشائر ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻦ..

 

ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺃﻭ ﻛﻤﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ (ﺍﻟﻨﻮﺳﺘﺎﻟﺠﻴﺎ)، ﺣﺎﻟﺔ ﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ﺗﺘﻠﺒﺲ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺑﻨﺎﻳﺎﺕ ﻣﺘﻴﻨﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﺯ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﺑﺎﻗﻴﺔ ﻛﺄﺑﻬﻰ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ، ﺃﻭ ﻳﺘﺼﻔﺢ أﺭﺷﻴﻔﺎ ﻳﺤﻮﻱ ﺻﻮﺭﺍ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﻭ ﻧﺴﺎﺀ ﺃﻭ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺃﻭ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﺘﻘﻄﺖ ﻓﻲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﻭﺳﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ، ﺗﺸﻊ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﻨﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ، ﺃﻭ ﻳﻘﻠﺐ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺘﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻳﺘﺼﻔﺢ ﺟﻮﺩﺓ ﺧﺎﻣﺎﺗﻬﺎ ﻭﺩﻗﺔ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﺎ.. ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮﺍﺀ ﺇﻥ (ﺍﻟﻨﻮﺳﺘﺎﻟﺠﻴﺎ) ﻫﻲ ﺁﻟﻴﺔ ﺩﻓﺎﻉ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻟﺮﻓﻊ ﺍﻟﻤﺰﺍﺝ ﻭﺗﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺑﺪﻓﺌﻬﺎ ﻭﻋﻮﺍﻃﻔﻬﺎ ﻟﺘﻌﻄﻴﻨﺎ ﺩﻓﻌﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ.. ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍلإﻋﻼﻡ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻮﺗﻐﺮﺍﻓﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ إﻧﺸﺎﺋﻪ ﻟﻠﻌﺎﻡ 1945، ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻓﻴﺘﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺰ أﺭﺷﻴﻔﺎ ﺿﺨﻤﺎ ﺣﻮﻯ ﻛل ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺑﺮﻉ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔوﺘﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺛﻘﺖ ﻟﻜل ﻣﻨﺎﺣﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍلأﻧﺸﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻠﻌﺎﻡ 1865، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻔﻪ ﻛﺄﻛﺒﺮ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ، ﻛﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺮﻛﺰ ﺟﺬﺏ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺍلآﻥ ﻟﻸﺳﻒ ﺻﺎﺭ ﻣﺠﺮﺩ ﺫﻛﺮﻯ ﺃﺳﻴﻔﺔ.
والذي يجري اليوم داخل ميدان الاعتصام من تكافل وتعاضد ومحبة وإيثار للنفس وسمو فوق العرق والقبيلة، يعيد للأذهان ﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺯﻣﺎﻥ، ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺨﺎﺹ ﻭﺍﻟﻐﺴﻴﻞ (ﺍﻟﻨﻀﻴﻒ) ﻭﺍﻟﻤﻜﻮﺓ ﺍﻟﺴﻴﻒ، ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﺮﻭﻯ ﻃﺮﻓﺔ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺰﻳﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﺋﻪ ﺑﻤﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻛﺎﻥ ﻳﻔﺮﻁ ﻓﻲ ﻏﺴﻞ ﻭﻛﻲ ﺭﺩﺍﺋﻪ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻳﺮﺗﺪﻭﻥ (ﺍلأﺭﺩﻳﺔ) ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺒﻨﺎﻃﻠﻴﻦ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺩﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍلأﺭﺽ ﻟﻮﻗﻒ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻟﻪ ﺩﻭﻥ أﻥ ﻳﺘﻜﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻀﺮﺏ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﻮﺓ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻋﻨﻬﺎ (ﻣﻜﻮﺓ ﻋﺴﺎﻛﺮ).. ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ، (ﺍﻟﻠﺤﻢ ﺑﺎﻻﻭﻗﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ﺑﺎﻟﺮﺍﺱ ﻭﺟﻮﺯ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﺗﻼﺗﺔ ﻓﺮﺩ)، ﺯﻣﺎﻥ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻦ، ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ﺑﻘﺮﺷﻴﻦ ﻭﻗﺮﻉ ﻭﺩﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻋﺸﺮﺓ ﺑﻘﺮﺵ ﻭﻣﻴﺔ ﻫﻮﺍﺩﺓ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ.
ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻦ..
ﺮﺟﻊ ﻛﻴﻔﻦ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﻭﻳﻦ؟
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻜﺎﻧﺖ ﻃﻴﺐ ﻭﺣﻨﻴﻦ..
ﻟﺤﻘﻮ ﺍﻟﺰﻳﻨﻴﻦ..
ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﺰﺭﻭﻋﺔ..
ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﻨﺎ ﻭﻣﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﻴﻦ..
ﻫﺠﺮﻭﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻛﺴﺎﻫﺎ ﻳﺒﺎﺱ..
ﻭﺑﺎﻟﺤﺴﺮﺓ ﺗﺌﻦ ﺫﺭﺍﺕ ﺍﻟﻄﻴﻦ..
ﻭﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﻜﺎﻥ ﺣﺎﻟﻢ ﻓﻨﺎﻥ..
ﻣﺎ ﻋﺎﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻴﻞ..
ﻻ ﻗﻤﺮﻥ ﻓﻴﻬﻮ ﻭﻻ ﻃﻤﺒﻮﺭ..
ﻻ ﻧﺴﻤﺔ ﺗﺠﻴﻚ ﻣﻦ ﺗﺎﻻ ﺍﻟﻨﻴﻞ..
ﻻ ﺻﺤﺒﺔ ﺗﺴﺮ ﺍﻟﺒﺎﻝ ﺗﻌﺠﺐ..
ﺗﺴﻌﺪ ﻟﻠﺮﻭﺡ ﻭﺗﺸﺪ ﺍﻟﺤﻴﻞ..
ﻣﻦ ﻭﻳﻦ ﻳﺎ اﺧﻮي ﻳﺮﺟﻊ ﻣﻦ ﺗﺎﻧﻲ..

ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺰﻳﻦ؟.. والزمن الزين قادم وعائد وراجح بإذن الله مع رجحان عقل شبابنا الواعي وها هي بشائره قد لاحت في ميدان الاعتصام..

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد