لشاعرنا الرقيق التجانى حاج موسى قصيدة غنائية بعنوان (كلمني يا حلو العيون)، يؤديها باقتدار وابداع مطربنا المبدع محمد ميرغني متعه الله الاثنين الشاعر والمطرب بالصحة والعافية، ويقول أحد أبيات هذه الاغنية الشهيرة (بفرق كتيروبتحسب كل يوم يمر..بفرق كتير طعم الحلو لويبقى مر)، وما أقسى على الانسان عندما يتحول الطعم الحلو الذي بدأ في تذوقه الى مذاق مر في نهايته، وهذا ما نخشى أن يصار اليه في مفاوضات جوبا الجارية الآن بين الحكومة والحركة الشعبية شمال المعروفة اختصارا ب(حركة الحلو) نسبة لقائدها عبد العزيز آدم الحلو، فبقدر ما استبشر الناس بعودة حركة الحلو الى طاولة التفاوض وبدأوا في تلمظ حلاوة السلام، بانضمام واحدة من أهم الحركات الحاملة للسلاح لركب السلام،وأن السلام الشامل سيظل منقوصا ومعيبا بغيرها وغير حركة عبد الواحد نور، اذا بها للأسف تدس علقما مرا في مسودة الاتفاق الاطاري لتفسد عليهم مذاق حلاوة السلام المرتقب، وكأني بها بعد توقيع اعلان المبادئ بين البرهان والحلو الذي أحدث اختراقا مهما مهد للعودة لطاولة التفاوض، تتمثل حكاية لجنة الاختيار للخدمة العامة التي تربصت بأحد الخريجين، اللجنة التي كانت تبحث عن أي سبب لعدم توظيف هذا الخريج سألته عن بلد المليون شهيد، وعندما أجاب الخريج الاجابة الصحيحة بأنها الجزائر، صفعته بسؤال لن يستطيع الاجابة عليه حتى قادة الثورة الجزائرية، اذن اذكر لنا أسماء هؤلاء الشهداء، فبعض ما ورد في مسودة الاتفاق الاطاري التي دفعت بها حركة الحلو، يثير شكوكا كبيرة حول رغبتها الجادة في السلام، وأنها ما وضعت تلك المطالب التعجيزية غير الموضوعية الا لافشال المفاوضات..
فأنظروا واحكموا يا أولي الالباب في بعض مطالب حركة الحلو واليكموها فيما يلي..فمن أعجب وأغرب المطالبأن تكون عطلة نهاية الأسبوع يوم الأربعاء على مستوى الدولة، لتجنب التمييز ضد أي فرد أو مجموعة من قبل الحكومة المحلية أو الإقليمية أو القومية..إلغاء قانون الزكاة..يكون نظام الحكم رئاسي في فترة الانتقال، يكون فيه حكام الأقاليم نوابا لرئيس الجمهورية لتكوين مجلس رئاسي يقوم بمهام وسلطات الرئيس..تقسيم البلاد إلى 8 أقاليم، السابع والثامن منها إقليمي جبال النوبة – غرب كردفان والفونج..أن يكون رئيس الوزراء مشرفا على أداء الجهاز التنفيذي فقط.(علما بأن النظام القائم حاليا يتمثلفي مجلس سيادة إشرافي ورئيس وزراء آلت إليه جميع صلاحيات رئيس الجمهورية)..حظر الرموز والمدونات الدينية في الوثائق والمراسلات الرسمية (وهذا يعني الغاء البسملة من هذه الوثائق والمراسلات الرسمية بل وللعجب العجاب الغاءها حتى من المدونات الدينية)..اعتماد النظم البنكية التقليدية فقط (علما بأن الحكومة أجازت النافذتين الصيغة التقليدية والاسلامية لمن يرغب في هذه أو تلك)..استمراراللغة الإنجليزية كوسيط للتعليم في جبال النوبة وغرب دارفور والفونج – النيل الأزرق، على أن تبقي اللغة العربية كمادة في مؤسسات التعليم في هذه المناطق..اعتبارجميع اللغات التي يتحدث بها السودانيين هي لغات وطنية يمكن استخدامها رسميا وكوسيط للتعليم..هذه والله حكاية (الما بدورك في الضلام يحدر ليك)..