سيداتي آنساتي سادتي.. الفاتح جبرا يحييكم من زاويته الراتبة (ساخر سبيل) على أخيرة صحيفة الجريدة التي آلت على نفسها أن تقول الحق كل الحق ولا شيء غير الحق، سيداتي آنساتي سادتي منذ انقطاع الإرسال (مش من المصدر طبعن) قد جرت تحت الجسر مياه كثيرة فالبلاد تعج بالمتغيرات والأحداث اليومية التي تنتقل في انسياب تام بين جميع الوسائط الإعلامية ولعل من أبرز الأحداث الأخيرة والتي تحتاج إلى (فهامة) حجم عائلي هو التشكيل الوزاري الجديد لما يعرف بحكومة الكفاءات أو بعبارة أخرى ما كنا نظن (وليس كل الظن إثم) بأنها سوف تكون حكومة كفاءآت في ظل هذا الوضع المتأزم (مما جميعو) !
الوضع الآن يذكرني بصديقنا (الطيب) وقد كان طيباً بالفعل، كنا نسكن معاً في إحدى الداخليات وقد كانت حجرته ملاصقة لنا (لسوء بختنا) إذ أن الطيب كان يعتقد إعتقاداً لا يتزعزع بأنه (مشروع مطرب) كبير ينزوي أمامه أساطين الغناء السوداني على الرغم من أنه المطرب الوحيد الذي يذهب إلى الجمهور الذي لا يأتي إليه إلا من أجل إسماعه عبارة الإطراء الوحيدة التي هي (حرام عليك ياااخ)، فالطيب ذو صوت من فصيلة (النهيق السوبرانو) الحاد الذي يصيب طبلة الأذن في مقتل ويلحق أعصاب المستمع أمات طه .
كثيراً ما كان الطيب (يحوم) بين الداخليات بقامتة الفارعة و عضلاته البارزة حاملاً (عوده) حتى إذا إستمع في إحدى الحجرات لصوت (ناس بيتكلمو) قام بفتح باب الغرفة ثم أغلقها بالمفتاح ووضعه في جيبة قائلاً عبارته المشهورة :