مناظير
زهير السراج
يا أبو البدوي !
* تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبران مهمان في اليومين الماضيين أثارا الكثير من الفرح والضجة!
* الأول، توقيع وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي اتفاقا مع برنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة لشراء 200 ألف طن من القمح لصالح حكومة السودان!
* يقضى الاتفاق بأن يتولى البرنامج استيراد القمح ودفع قيمته بالعملة الصعبة واسترداد قيمته من الحكومة على أقساط بالعملة المحلية !
* يقول حميد نورو ممثل برنامج الغذاء العالمي في السودان، انهم سيستخدمون الأموال التي ستدفعها الحكومة في الاعمال الإنسانية وإعالة المحتاجين في المناطق الأكثر فقرا داخل السودان.
* ويضيف، ان الاتفاقية ستمكّن بنك السودان من الاحتفاظ بأكثر من 50 مليون دولار كعملة صعبة، يمكنه استخدامها في تثبيت سعر صرف الجنيه السوداني.
* حسب الإحصاءات الرسمية، فإن السودان يستهلك حوالى مليوني طن من القمح سنويا يتم استيراد أكثر من نصفها مما يشكل عبئا كبيرا على الميزانية واحتياطي السودان من العملة الصعبة يقدر بحوالي 350 – 400 مليون دولار كل عام !
* من حق الذين فرحوا للخبر الأول أن يفرحوا، فهو بالفعل خبر يثير الفرح والابتهاج،
أولا، لأنه يعنى عودة العلاقة الى طبيعتها بين السودان والمنظمات الدولية فيما يتعلق بالأنشطة غير الإنسانية، حيث كانت العلاقة قبل سقوط النظام البائد مقصورة بين الطرفين على الأنشطة والأعمال الإنسانية فقط، بسبب العزلة الدولية التي كان يعيشها النظام والعقوبات الدولية التي تقيد تعاملاته مع معظم الدول والمنظمات العالمية
ثانيا، حصول السودان على مائتي الف طن من القمح بالمجان، لان الاموال التي ستدفعها حكومة السودان لبرنامج الغذاء العالمي بالعملة السودانية على اقساط مقابل القمح، سينفقها البرنامج على الأعمال الإنسانية داخل السودان (زيتهم في بيتنا)، بالإضافة الى اصطياد عصفورين بحجر واحد: الحصول على القمح، وانفاق قيمته على الأنشطة الإنسانية داخل السودان !