لا انسى ذلك اليوم الحزين الذى ألغى فيه النظام الساقط ﻋﻄﻠﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ( (ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ )، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ أنها تتعارض ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ السلامى ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ، ﻛﻤﺎ ﺻﻮَّﺭ ﻟﻪ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ، وخرج المخلوع الساقط اخلاقيا وسياسيا يتحدث عن انتهاء زمن الجغمسة والدغمسة ثم يرقص ويهتز ويحرك اردافه ذات اليمين وذات الشمال كأى مومس في ملهى رخيص، كما اعتاد، فرحا وابتهاجا بإلغاء ميلاد السيد المسيح من التقويم السودانى .. ولكن هيهات فلقد كانت ارادة الله هى الغالبة، حيث هب الشعب واسقط المخلوع ونظامه الساقط ﻓﻲ ﻣﺰﺑﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ليشرق ﻧﻮﺭ عيد ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ مرة اخرى ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ، وتعود العطلة ﻟﻴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﻲ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻭﺍﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﺍﺟﻨﺴﺎﻫﻢ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻬﻢ، ﻭﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﻭﻭﺋﺎﻡ !
ونقول ﻟﻠﻤﻬﻮﻭﺳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﻄﻌﻴﻦ المرائين الذين اعتادوا على صعود المنابر كلما اقترب عيد ميلاد المسيح عليه السلام وتحريض المسلمين على عدم الاحتفال والامتناع عن مشاركة الاشقاء المسيحيين الفرحة والابتهاج .. سنحتفل به كلما حل مهما تنطعتم وتهرطقتم، ويسرنا انه ﻳﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻨﺎ ﻭﺍﺑﺘﻬﺎﺟﻨﺎ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ، ﻭﻣﻨﺎﺻﺮﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﺱ !
ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ، ﺇﻥ الشعب ﺍﻟﺬﻯ ﺛﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﺓ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ، لن ﻳﺄﺑﻪ ﻷﺣﺎﺩﻳﺜﻜﻢ ﺍﻟﻔﺠﺔ ﻭﺗﻨﻄﻌﻜﻢ، ﻭﻟﻦ ﺗﺨﺪﻋﻪ ﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻜﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ، ﻭسيظل ﻴﺤﺘﻔﻞ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ من كل الطوائف ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ومولد الرسول الكريم.
وهى فرصة اطالب فيها مجلس الوزراء بأن يكون السابع من يناير من كل عام عطلة عامة للجميع لنشارك إخوتنا الشرقيين احتفالاتهم بالعيد، مثلما نشارك الغربيين في ديسمبر ﻭنخرج ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻧﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺰﻫﺎﺕ للتعبير عن فرحتنا ﺑﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ، ونهنئ بعضنا البعض ونردد بالصوت العالى: ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﺎﻟﻰ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺮﺓ !