———-
بلا أقنعة _ زاهر بخيت الفكي
وهل يُجدي البُكاء يا سناء..؟
كتبت القيادية في المؤتمر الوطني سناء حمد مقالاً تحدّثت فيه بحسرة عن إغلاق باب السلطة أمام الحركة الإسلامية بشكلها القديم ، وانقطع العشم في عودتهم مرة أخرى على الأقل في يوم الناس هذا (إلّا) عبر بوابة المُجتمع ، وقالت ( فإن أفلحنا في إقناع الناس بصلاح قيمنا وأهدافنا وحرصنا على التماسُك المُجتمعي ، حينها سينصلح الناس ويتقدّم أصحاب الثقة والتديّن ويشتد عود المُدافعة وتتحد الصفوف في الوقوف ضد الظُلم والقهر وجور السُلطة ، ولن تعود عجلة التاريخ ، والبكاء على الأطلال مُر ومُهّلِك)
نُذكِر السيدة سناء بأنّ مفاتِح المُجتمع الذي تود الدخول للسلطة عبره لم تستطيع جميع الأنظمة التي تعاقبت على حُكم السودان منذ استقلاله امتلاك نُسخة (أبدية) منها ليدخُل بها الساسة للسُلطة متى أرادوا ، والسبب أنّ للمُجتمع حقوق هضمها نظامكم وبخلت بها الأنظمة التي سبقتكم على الحُكم ، واعلمي قبل البكُاء والنواح على ماضٍ امتلكتُم فيه كُل شئ وتناسيتُم فيه بناء درج تصعدون فيه إلى غدٍ يُغنيكُم من البُكاء المُر على (أنقاض) بلاد دانت بكاملها إليكم ، استلمتموها كاملة وسلمتمونا لها (قسراً) ناقصة مُتآكلة الأطراف بسبب الصراعات والحُروب العبثية التي افتعلتموها ، للأسف فشلتُم بالرغم من تطاول سنوات الحُكم في النهوض بها ، أو إحداث تغيير إيجابي للاتكاء عليه في الدخول مرة أخرى ولو بعد حين.
عن أي مُجتمع تتحدثين يا أستاذة..؟
لقد نفض الشعب السوداني غُبار الجهل الذي افترضتموه فيه ، وحرقت نيران المُعاناة التي أدخلتموه فيها كُل الشوائب التي حالت بينه ومُتابعة ما كان يدور حوله ، وانفكت عُقدته وانطلق لسانه وزالت تلك الرهبة ، وارتفع صوته عالياً للمُطالبة بحقوقهِ المُضاعة ، ولن يسكُت من بعد على من يُحاول هضمها أو حبسها ، لقد تلاشت تلك القُدسية الزائفة وما عاد الكبير عندنا كبيراً إلّا بانجازه وعظيم أفعاله ، وقد أصبح المُجتمع اليوم أكثر حرصاً على الإمساك بمفاتيح أبوابه والمُحافظة عليها من كُل مُغامر طامع في الدخول إليه ثانية لاستلام زُمام السُلطة ، وما من مطية تمتطونها يُمكن أن توصلكم إليه في يوم من الأيام إلّا الصمت عنه وإيقاف الطرق على تجربتكم التي يُقر المُكابِر منكم بفشلها في تحقيق طموحات الحركة الإسلامية ، وخابت بها آمال الشعب الذي صبر وانتظر ، ومن جرّب المُجرّب يا أستاذة حلّت به الندامة.
نسيتُم يوماً تتباكون فيه على أطلالٍ لو أحسنتُم بناء قواعدها واجتهدتُم في تشييد جُدرانها بتوفير كُل المواد اللازمة لما تباكيتُم اليوم عليها ، بل كُنّا سبقناكُم على البكُاء بشدة عليها ، وأشرعنا لكم (طواعية) أبوابنا الموصدة باحكام اليوم في وجهكم.
فاشبعوا اليوم في البُكاء على تفريطكم في شعبٍ لم تجتهدوا (أصلاً) في إسعاده وتوفير احتياجاته.