صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

وما يعدهم البرهان إلا غرورا

60

ماوراء الكلمات – طه مدثر

وما يعدهم البرهان إلا غرورا

(1) بعد فترة بيات شتوي أو صيفي أو خريفي، أمتدت لسنوات وبعد طول غياب وبعد غربة غاليا ما تكون هروبا من الشرعية الثورية، وخوفا من المسائلة والمحاسبة، ظهرت على سطح حياتنا تلك الكائنات اللزجة عادت تلك الكائنات للظهور تارة أخرى، وبنفس العنجهية والطغيان وبذات الغرور والكبرياء.

(2) فماذا هذا الجهل المستشري وسط قادة وفلول وذيول مايسمونه حزب المؤتمر الوطني البائد، الذين يظنون أنهم عائدون من جديد لحكم البلاد؟ ماهذا الغباء الكثيف الذي يغطى بصيرتهم قبل ابصارهم؟، وظنوا أن حشد الحشود وجمع الجماعات وجلب المعرضين من كل فج يظنون بهذه الأعمال الضلالية التى تخصصوا فيها وطوال ثلاثة عقود من حكم المخلوع البشير، ظنوا أنها يمكن أن تأتي بنفس النتائج التى كانت فى العهد المقبور، ولكن نقول دعوهم يأتون أفرادا أو جماعات فهم فى المقام الأول مواطنون سودانيون عليهم واجبات ولهم حقوقهم، فليأتوا وينشروا صحائفهم، فمن وجد فيها صالح الاعمال فلا تثريب عليه، ومن سود صحيفته بالجرائم سواء كانت قتل الأنفس وأكل المال العام وأكل الربا وغيرها من الجرائم فعليه أن يتحمل عاقبة أمره.

(3) وايضا دعوهم يثرثرون تلك الثرثرة التى فيها من الضحك اكثر مما فيها من البكاء على وطن نهبوا خيراته ووظفوها لصالح دولة الحزب لا لصالح دولة المواطنة، ثرثرة فيها من الهطل والهرج والعبط والاستخفاف أكثر مما فيها من نقد الذات وأخذ الدروس والعبر والعظات، دعوهم ينثرون احلام اليقظة وأن العودة للحكم أصبحت قاب قوسين أو أدنى.

(4) وهولاء الواهمون جهلوا أو تجاهلوا، نسوا أو تناسوا أن الزمان ليس بذات الزمان وأن المكان ليس ذات المكان، وان فتية آمنوا بربهم وأمنوا أنهم لن يسلموا رقابهم وحياتهم للخوف والجهل والخزعبلات من جديد، وأن ثورة التغيير وثورة ديسمبر الظافرة هي ثورة وعي وإدراك في المقام الأول، واذا كان الشارع الثوري قد رفض حكم العسكر ورفض عودة قوى الحرية والتغيير للحكم، فكيف يعشم المتأسلمين والمؤتمرجية والفلول بالعودة للحكم، وهذا يؤكد أن ليس بينهم رجل رشيد.

(5) ودعوا البرهان يعدهم ويمنيهم، وما يعدهم البرهان إلا غروراً وعود باطلة وآمال كاذبات وسراب بقيعة، وكأن ليس فى الإمكان افضل من حكم الكيزان.!! فهولاء المتوهمون ظنوا أنهم ورثوا السودان أرضا وشعبا وثروات وموارد، ومن لم تعظه النهايات المأساوية للطغاة فلا داعي لان تعظه، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم….

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد