صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ولا ما كدة يا شهودة ..!!

15

بلا أقنعة

زاهر بخيت الفكي
ولا ما كدة يا شهودة ..!!

سألتني صغيرتي شهودة ببراءة شديدة عن بارا ، وين بارا دي..؟ رُبما لأول مرة تسمع بها ولم تعلم الصبية من قبل أنّها مدينة سودانية بنكهة كردفانية خالصة، إنّها مدينة ساحرة عريقة تمتزج فيها جميع الأعراق والألوان في غربنا الحبيب تمّ ربطها أخيراً بالخرطوم عبر طريق قال عنه أهله ما لم يقله أهل الصين في سورهم العظيم، استغلت الصغيرة وجودي بينما كُنا نُشاهد (بفرح) افتتاح طريق بارا الخرطوم (طريق الصادرات) والذي تمّ الاحتفال به (يومها) في أكثر من مكان، حشدوا له الجموع وذرف البعض لأجله الدموع والكبار يتراقصون ويُقهقهون فرحاً بانجازهم، حدثتها عن بارا الخُضرة والجمال وعن موقعها المُميّز ومنتوجاتها الوفيرة وعن تأخُر الدولة (كثيراً) في ربطها ببقية مُدن السودان لأهميتها ، وعن الكثير المُثير في تلك المناطق..
شهور قلائل مرت عاد فيها طريق بارا إلى سطح الأخبار وبلا فرح هذه المرة والصور والفيديوهات (الحزينة) كانت كافية لنقل ما حدث في الطريق وعادت فيها الصبية شهودة أيضاً للأسئلة من جديد وذاكرتها الصغيرة لم تمسح بعد حديثي لها عن بارا وطريق صادراتها سألتني، ده الشارع الجديد ذاتو ..؟
نعم هو نفس الشارع الذي كُنّا نُعوّل عليه في نقل حصاد تلك المناطق ذات الانتاج العالي إلى بورتسودان بسهولة تُيسر لنا نقل صادراتنا وللأسف لم تكتمل فرحتنا به والبنيان الما عندو أساس بقع، ولا ما كده يا شهودة..؟
أوقفتني جُملة ذكرها اللواء الصادق كركساوي والي شمال كُردفان في حوارٍ له مع صحيفة الجريدة في رده عن سؤال مُتعلِق بطريق بارا الخرطوم وبعد أن عدّد الكثير من الأخطاء اختتمها بأنّ طبقات الطريق يُمكِن إزاحتها بكوريك..
تخيّلوا معي بالله عليكم حجم الاستهتار وكيف كانت تُهدر الأموال ..
(طريق الأبيض أم درمان كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معاني، حيث أن الذي تم استلامه فعلياً هو المسافة من بارا حتى الكيلو 134، والطريق غير مطابق للمواصفات في اغلبه، حيث يخلو من علامات المرور و(الباركنج) ووقوف الطوارئ ولا توجد أكتاف على جانبي الطريق، أما طبقات الطريق فيمكن إزاحتها بكوريك رغم انه طريق تمر به آلاف الشاحنات.)
نقول للسيد الوالي كركساوي لا تتحسّر ولا تندهِش ولعلك سمعت من قبل عن جسِر المنشية وقد كادت الفئران أن تتسبّب في انهياره (كما زعموا) وبعض شوارعنا سيدي الوالي لا تحتاج حتى للكوريك ويمكن إزاحة طبقاتها باليد، ودونك شوارع الخرطوم عاصمة القوم الحضارية الكثير منها ذهب مع مياه الأمطار وتم إعادة تشييدها بنفس المواصفات (البائسة) والحكاية أصلاً مُجرد مأكلة وما أنفقوهوا عليها في سنوات حكمهم كفيل ببناء هذه الطُرق بمواصفات عالمية ..ولا ما كده سيدي الوالي..
والله وحده المُستعان..
الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد