صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

وعدالة .. (1)..

7

 

إليكم

الطاهر ساتي

وعدالة .. (1)..

:: التهاني لمن نجحوا في اجتياز المرحلة الثانوية بنجاح، وبالتوفيق – في العام القادم بإذن الله – لمن خرجوا من امتحانات هذا العام بالتجارب والدروس، ونُذًكر هؤلاء بأن النجاح الحقيقي للإنسان هو أن يهزم اليأس، ثم يتحلى بروح العزيمة حتى يجتاز كل امتحانات الحياة، ولكل مجتهد نصيب من النجاح .. ونسبة النجاح في المدارس العامة (74.2%)، وفي المدارس الخاصة (72.2%)..!!
:: وبما أن الذين نجحوا على موعد مع التقديم للجامعات في مقبل الأيام، فليس هناك ما يمنع تذكير المجلس العسكري ووزارة التعليم العالي ببعض النصوص ظالمة التي تمتلئ بها لائحة القبول لمؤسسات التعليم العالي لسنة (2003)، والصادرة عن المجلس القومي للتعليم العالي، والتي تم تعديلها في عامي (2009، 2014)، والتي يجب إلغاؤها اعتباراً من هذا العام، طالما أن العدالة من شعارات المرحلة ..!!
:: نعم، كتبنا عن هذه النصوص الظالمة كثيراً في عهد الظلم، ونأمل أن تكون مناشدتنا هذه هي الأخيرة، وخاصة هي مرحلة حرية وسلام (وعدالة).. فالنصوص القادم ذكرها تكرس الظلم وتهدر قيم المنافسة والعدالة، وتدمر معايير القبول الأكاديمية، بحيث يذهب حق طالب إلى طالب آخر (غير مستحق)..وعلى سبيل المثال، هذا النص : (يسمح لكل جامعة أن تقبل أعداداً إضافية من الطلاب للدراسة على نظام النفقة الخاصة، بحيث لا تزيد المقاعد المخصصة لكل كلية عن (25%) للعدد الكلي للقبول العام بتلك الكلية).
:: ثم ارتفعت تلك النسبة إلى (50%)..وهذه هي سياسة التعليم (للثري)، وعلى حساب الفقير، ولو كان متفوقاً على ذاك في النسبة الأكاديمية.. عندما عجزت ميزانية التعليم عن الوفاء باحتياجات الجامعات، رفعت عبقريتهم نسبة النفقة الخاصة إلى (50%).. ومن يدفع ثمن هذا الفشل هم الناجحون من أبناء الفقراء.. ثم النص : (يتم قبول أبناء مجالس الجامعات في القبول على النفقة الخاصة بدفع (50%) من الرسوم في جامعاتهم)، هكذا تستثني اللائحة أبناء مجالس الجامعات من نصف الرسوم..!!
:: علماً بأن رئيس أو عضو مجلس الإدارة بالجامعة قد يكون مسؤولاً بالدولة أو رجل أعمال..ومع ذلك فالتحايل على العدالة غريب، بحيث ينال ابنه غير المستحق للمقعد – بالمعيار الأكاديمي- المقعد على حساب طالب مستحق، ويتم ذلك بنص الـ (50%، نفقة خاصة)، ثم تعفيه اللائحة ذاتها عن دفع (50%) من رسوم النفقة الخاصة..وكل هذا فقط لأن والده رئيس أو عضو مجلس إدارة الجامعة، وليس مزارعاً معسراً أو عاملاً من ذوي الدخل المحدود.. !!
:: والنص التالي – لذاك – احترازي : (يتمتع الطالب بهذا الامتياز حتى تخرجه في الجامعة)، وهذا يعني أن يظل الطالب معفياً من نصف القيمة حتى لو غادر والده مجلس الجامعة .. ثم الأدهى : (يتم قبول أبناء وزوجات العاملين بمؤسسات التعليم العالي على نظام النفقة الخاصة، ويشمل الذين تكلفهم الدولة لشغل مناصب دستورية أو تنفيذية، بعد دفع قيمة (50%) من الرسوم إن كان قد أمضى عاماً في الخدمة، وبعد دفع (25%) إن كان قد أمضى عامين).. !!
:: بمعنى أي مسؤول دستوري أو تنفيذي بالدولة، عمل عاماً أو عامين بأية جامعة يحظى ابنه بالحسنيين، أي يستولى – بنسبة 50% – على مقاعد الطلاب المستحقين بمعيار المؤهل الأكاديمي، ثم يكتفي بدفع25% أو 50% من قيمة النفقة الخاصة..ليبقى السؤال، ما الذي يُميًز أبناء أعضاء مجالس الجامعات – عن أبناء المزارعين والعمال والموظفين- لكي يحظوا بكل هذه المزايا..؟؟

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد