أنت الفرح الذي أطل بعد حزن غير قصير…الابت سامة التي خرجت من بين براثن الدمع…
وابل المطر الذي جاء بعد أن أرهق الجفاف أوردة الأرض وشرايين الأنهار…
والرخاء الذي أعقب كماً من السنين العجاف …
وأنا…إذ أنني هنا..لست بيوسف كي أتنبأ بسبع سمان أدخر فيهن قوتاً لعجاف قادمات..أنا يا سيدي لست سوى أنثى،بسيطة حد البساطة…أو قل إنني طفلة تسكت بكاء روحها حلوى اللقاء…ويتكف ل غياب واحد بجريان نهر دمعها كما لم تفض البحار…
قلت ذات حب…
يا نهر المشاعر الدافئة والفاض بي حضورك زحمة..
جيتك رحمة…
جئت رحمة من الله..لأعلم أن الحب نعمة من نعمه على القلب..نعمة تستوجب الحمد كثيراً…
أعي تماماً خطورة الشوق…
وكيف أنه يئد السعادة بيد من حديد…يحرق الروح حتى التفحم لتطل صورة من في القلب فتمنح الجسد روحاً أخرى…أكثر نقاءً وإشراقاً كطفل على مهده…
أحدث نفسي أنني ربما لا أعي ما يحدث…ربما أحببتك وربما لا…فالأمر جد مختلف جداً بالنسبة لامرأة عانت من ويلات حروب بلا هدنة مثلي أنا…
ربما اختلط الصالح بالطالح عندي….
أو ربما إنني على عجالة..فالو حدة سم يسري في جسد الإنسان …
الوحدة عدو لا يهادن…ولا يقتل سريعاً….
الوحدة داء لا علاج له سوى من يستحق أن نقاسمه النبض والوقت والعافية…
أخشى علي منك…
مراراً…
وأخشى عليك مني…
مراراً…
وتكراراً…
أخشى عليك من قلب ليس فيه متسع لشرخ..
وأخشى علي من شعور لم يدرك صاحبه كنهه فأسماه حباً…
وأحب حبه ذاك…
أهرول منك…أغوص في البعيد البعيد..أذكر أنك هددتني بالاختطاف ذات مساء…
وأذكر أنني ضحكت بصوت مرتفع..
فأوقن أنني بخير…
لأن الخوف نفسه لم يهددني بنفسه في حضرتك…
أغمض عيني ملء الكون وألوح لك عبر غمامة مسرعة تصلك التحايا فتلوح لي من على غيمة أخرى..أراهما. .كلتا الغيمتين…ت ضحكان ملء السماء فرحاً لأنهما كانتا رسول حب بيننا….
أودعك سراً في رحم الغيب…
ينجب القدر ابتسامتك…
أسافر في ربوعها ريثما يكتمل تكويني مرة أخرى بعد أن أتلاشى فيك…
أعود..لألتقيك عبر ناصية الذاكرة..تلك التي فضحتني أمام الأطباء ذات تخدير…
استودعها الذكريات..أرج وها أن لا تبوح بها بلا سابق إنذار..تعدني …تقسم ألا تفعل أصدقها..فتف عل ما أخشى عند أول ورقة…وأقرب قلم..
ألون بك النبض وأنام.