صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

(هيكل) السودانية تفسد الفرحة

7

تأمُلات
(هيكل) السودانية تفسد الفرحة
كمال الهِدي

. ما كنت أرغب في تناول موضوع قُتل بحثاً ونقداً لولا صور أولئك الشهداء الأبطال التي لا تبارح ذهني وبعضهم يموت واقفاً كما الأشجار.

. سطران بلا محتوىً يُذكر أفسدا على الكثير من الثوار إحتفالهم بيوم عظيم ومجيد مجد من ضحوا وكافحوا ببسالة وواجهوا الويلات على مدى أشهر طويلة من أجل وطن مختلف عن ذلك الذي أهدر عزته وكرامته الكيزان.

. أفسد السطران الفرحة لأن الناس إنشغلوا بهما في وقت كان من المفترض أن يوجه كل إهتمامهم لعظمة ذلك اليوم.

. من حق أي صحفي أن يسعى لتفجير (القنابل) وأن يبوح بمعلومات يظنها جديدة أو دقيقة.

. لكن عندما يتم اختيار توقيت نشر مثل هذه المعلومات القديمة وغير الدقيقة بمثل العناية التي أرادتها (هيكل) السودانية فليس أمامنا سوى أن نقول (حركات الكيزان ما حبابا).

. ثورتنا العظيمة صنعها شباب بواسل وكنداكات كواسر وشيوخ وأطفال شجعان ضحوا بكل غالٍ ونفيس.

. وبعد كل تلك البسالة والكر والفر الذي أرهق الكجر وأطار النوم من عيونهم كان لابد من وصول الثوار لغايتهم طال الزمن أم قصر.

. لذلك لا أستطيع النظر لأي محاولة لنسب أي من منجزات ثورتنا العظيمة لكائن أو فئة إلا كنوع من الغرض.

. المزعج في الأمر أن (هيكل) السودانية استندت في معلومتها على بعض أطراف حزبية ربما رأت أنهم آباء الثورة.

. والأدهى والأمر هو ذلك الكسل الذي لا يناسب الصحفيين.

. فمن يريد أن يفجر (القنابل) لابد أن يبذل القليل من الجهد ويسعى ويتحقق من دقة معلوماته، والأهم من ذلك أن يأتي بالجديد.

. فمحمد وداعة سبق أن أجرى حواراً لصحيفة المجهر قبل أشهر عديدة تحدث فيه عن لقائهم بقوش يوم العاشر من أبريل.

. وأذكر أنني كتبت مقالاً بعد نشر ذلك الحوار بيوم عبرت فيه عن استغرابي الشديد من العادة المتبعة في الإعلام السوداني َالمتمثلة في أن يكون لصحفي مساحة زاوية يومية يعبر فيها عن رؤاه وفي ذات الوقت تُجرى معه الحوارات في صحف أخرى أو قنوات فضائية.

. كما استنكرت على (معارض) إجراء حوار لمصلحة صحيفة يمتلكها الهندي.

. وقلت أنني أخجل لمعارضين يلتقون قوش في الوقت الذي يفترش فيه الثوار رصيف القيادة في اعتصامهم العظيم.

. وقد أوحى لي توقيت ذلك اللقاء وتصاعد المد الثوري أن القوم التقوا قوش وأحمد هارون لمساعدتهما وتقديم العون لنظامهما لا العكس.

. وحتى إن افترضنا بأن ذلك اللقاء تم قبل الاعتصام، وأن قوش أبلغ الحضور برغبته في مساعدة الثورة، فهل علينا ككتاب رأي أن نُسلم بذلك ونعتبره الحقيقة المطلقة، وكأن وداعة والصادق أَصياء علي الثورة!!

. أين العقل الذي يفكر ويربط التفاصيل مع بعضها لكي يهتدي في النهاية لما هو أقرب للصواب!

. أليس قوش هو ذات المجرم الذي ظلت قواته تفتك بالثائرات والثوار في الشوارع وحتى داخل بيوتهم طوال أيام الثورة!

. أليس هو ذات الكائن الذي روى قصة البنت حاملة الكلاش في حقيبتها اليدوية التي صارت واحدة من (أبيخ) النكات!!

. أليس هو ذات القاتل الذي استمرت قواته الغاشمة في توجيه الرصاص الحي لصدور الثوار خلال الأيام الأولى من الاعتصام!!

. فكيف لقاتل ومجرم مثله أن يفتح الطريق لمن ظل يقتلهم حتى بعد دخول ميدان القيادة!!!

. من يريد أن يساعد الثورة في النهاية لابد أن يخفف من شدة العنف والقسوة قبل ذلك حتى يهيء الناس لخطوته الأخيرة.

. لكن الشاهد أن قوات قوش مارست كافة أشكال القمع والضرب والإعتقال والقتل.

. حتى البيوت الآمنة لم تسلم من صعاليقه وتصرفاتهم الوحشية واللا إنسانية.

. فكيف أرادت (هيكل) السودانية أن (تسوقنا بالخلا) وهي نفسها تائهة في هذا الخلا!!

. هذا الكسل وعدم الدقة جعلاني أتساءل عن المعايير التي تتبعها بعض القنوات العربية في اختيار مراسليها.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد