لطالما تميزت الإدارة الأمريكية باستعمال الديمقراطية المزيفة وحقوق الإنسان للتدخل في شؤون الدول الأخرى على غرار ما حدث في العراق وليبيا وسوريا وغيرها من الدول العربية وغير العربية من خلال دعمها للثورات المناهضة للحكم في تلك الدول والتحريض علي إسقاط أنظمتها التي لا تخدم مصالح أمريكا وحلفائها الغربيين.
يأتي اليوم الدور علي السودان حيث انتشرت في الأيام القليلة الماضية في مواقع التواصل الاجتماعية وبعض المواقع الإخبارية رسالة من السفارة الأمريكية للثوار في السودان يدعونهم فيها إلي التوجه إلي سفارتها والاعتصام أمامها وذلك لحمايتهم من الجيش والشرطة وهو ما سيعطي الولايات المتحدة الشرعية في التدخل في الشأن الداخلي للسودان بعد محاولاتها العدة في التدخل غير المباشر.
من خلال هذه الرسالة التي نسبت للسفير الأمريكي تتضح الفكرة عن ما تحاول فعله الولايات المتحدة في السودان، حيث تسعى لاستغلال الثوار وحثّهم علي الطريقة المثلى للتظاهر والتي تعطي فيها الضوء الأخضر للولايات المتحدة بالتدخل في الشأن السوداني.
فكما ذكرنا سابقاً أن الإدارة الأمريكية الآن تنتهج نفس الطريقة التي استعملتها في الدول الأخرى التي بموجبها صارت دماراً وخراباً، حيث استعملت أمريكا وحلفائها الديمقراطية المزيفة كذريعة للتدخل وتدمير تلك الدول من خلال دعم الثورات فيها.
وعلى خلفية هذا الخبر، رد تجمع المهنيين السودانيين على لسان الناطق الرسمي باسمه وليد علي في تصريحات صحفية بأن مقترح الاعتصام أمام السفارة الأمريكية خطوة غير موفقة لجهة أنها لا تعبر عن الثورة وقيمها.
وأكد أن إقامة الاعتصام أمام مباني السفارات الاجنبية ليس له أي معنى، وفي نفس السياق قالت القيادية بالحرية والتغيير، سلمى نور عن هذه الرسالة التي تقترح الاعتصام أمام مباني السفارة الأمريكية، بأنها خطوة ليس لها أي معنى ولا يوجد أي مبرر لها.
وأضافت في تصريحات صحفية أن الاعتصام كان يمكن أن يقام في حال كان موقف السفارة سلبي تجاه السلطات.
وقالت نور أيضا أنه عندما يقرر الشخص الاعتصام أمام إحدى الجهات هذا يعني بأنها تمتلك الحق بالتدخل، مما يعطي الحق للولايات المتحدة بالتدخل، وهذا ضد مبادئ الثورة ومبادئ ضد الحرية والتغيير.
كما أن معظم الشعب السوداني في تعليقاته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي رفض رفضاً تاماً لهذا الاعتصام الذي دعت له السفارة الأمريكية من خلال بعض عملائها في السودان، ووصفوا الناس الذين من خلالهم نشرت السفارة الأمريكية هذا الخبر بالخونة والعملاء.
إن فرضية وجود طرف ثالث في المظاهرات والذي يدعو لزرع الفتنة والإيقاع بين أبناء الشعب السوداني من مدنيين وعسكريين والحث على أعمال التخريب أصبح حقيقة، وكشف عنه النقاب أخيراً من خلال هذه الرسالة الأمريكية، حيث تبين واتضح الآن أن الطرف الثالث الذي لطالما ذكرته السلطات السودانية هو الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.