بـ(تسعة طويلة) انهزم منتخبنا الوطني لكرة القدم في مباراتيه ضد كل من الجزائر ومصر على التوالي، حيث انهزم من الجزائر بأربعة أهدف دون رد، ومن مصر بخماسية دون مقابل في تصفيات بطولة كأس العرب 2021م المقامة بالعاصمة القطرية الدوحة، ولم تتوقف المهزلة عند هذه الهزائم المذلة التي تجرعها المنتخب وأوجع بها قلوب السودانيين، وانما جاءت مشاركته الخائبة في هذه البطولة المشهودة والمحضورة، على طريقة المثل الذائع (ميتة وخراب ديار)، الذي يطلق على الشيء مزدوج أو مركب السوء، فغير وجع الهزائم المجلجلة، زادتهم بعثة المنخب الوطني وجعاً آخر، أشد وجعاً ومضاضة من هزائم ميدان الكرة، وما أوجع الهزيمة في ميدان الاخلاق والسمعة، حيث تداولت الوسائط والمواقع على نحو واسع، خبراً عن ضبط سلطات مطار الدوحة بين أمتعة وأغراض بعثة المنتخب، كمية تجارية من (التمباك)، أي والله (التمباك) الواحد دا، بلغ وزنها خمسين كيلو جرام حجزتها سلطات المطار ومنعت دخولها والراجح أنها أبادتها، وكانت فضيحة بجلاجل، تستدعي التحقيق العاجل حولها ومحاسبة صاحب هذه الشحنة من أفراد البعثة، ويبدو أن لبعض أفراد المنتخب علاقة واشجة لا فكاك منها بهذا التمباك، ولا نتحدث هنا عن الممارسة الشخصية، وانما ما يتسبب منها بالاضرار بوطن وشعب كامل حين يكون الشخص لا يمثل نفسه وانما وطنه، ويفرض عليه هذا التمثيل التحلي بأعلى درجات الانضباط والمسؤولية لا أن (يمثل) بشعبه ووطنه، اذ سبق خلال لقاء السودان وغانا في تصفيات أمم أفريقيا، أن ضبطت الكاميرات الناقلة للمباراة أحد لعيبة المنتخب وهو يناول أحد زملاءه (سفة تمباك) وشاهد هذا المنظر القبيح كل المشاهدين، هذا غير أخطاء ادارية عدة منها ما يتعلق بالزي الرسمي لبعثة المنتخب، ومنها عدم التقيد والالتزام بالاحترازات الطبية، وغيرها من تصرفات فوضوية تكشف عن انفراط عقد الانضباط والنظام..
وغير فضائح وبلاوي بعثة المنتخب الوطني، لم يكن أيقونة الثورة السابق محمد يحيى بشير الشهير بـ(دسيس مان) حصيفاً وهو يطالب اللجنة المنظمة للبطولة العربية بتعويض يبلغ 100مليون دولار نظير بثها أهزوجته الشهيرة (كبس كبسا كبسا) في حفل افتتاح البطولة دون اذنه، و(كبس كبسا كبسا) كانت واحدة من أشهر الاهازيج التي كان يرددها الثوار في ساحة اعتصام القيادة قبل مجزرة الفض الدموية البشعة، ولاشتهار هذه الأهزوجة وذيوعها الواسع علاوة على رمزيتها الثورية، اختارتها اللجنة المنظمة للبطولة لتكون ضمن الأغنيات العربية التي يتم بثها في حفل افتتاح البطولة، وفي ذلك رسالة تقدير وامتنان لثورة ديسمبر المجيدة التي اذهلت كل العالم ونالت اعجابه ودعمه، وأيا كان الرأي في اختيار اللجنة المنظمة للبطولة لهذه الأهزوجة للتعبير عن الثورة السودانية دون غيرها من أعمال يراها البعض أكثر قوة ورصانة وتعبير عن الثورة منها، الا ان اللجنة المنظمة تستحق التقدير والاشادة لمجرد تفكيرها في تحية الثورة السودانية، وكان يكفي (دسيس مان) فخرا اختيار اللجنة لأهزوجته دون غيرها، ومن حقه اثبات حقه الأدبي في الاشارة اليه كناظم وملحن ومؤدي لهذه الأهزوجة، وأن لا يبدو كطامع في المال..