شرعت النيابة العامة السودانية في اتخاذ إجراءات تعميم نشرة حمراء عبر الشرطة الدولية (الانتربول) للقبض على مدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق صلاح عبد الله قوش ووهيب الهادي الطيب، اثر بلاغات تتصل بتخريب الاقتصاد واستغلال النفوذ.
وقالت مصادر مطلعة لـ”سودان تربيون”إن مقر النيابة العامة شهد الخميس تحقيقا مطولا امتد لأكثر من 4 ساعات بشأن تداعيات ملف شركة (تاركو) للطيران بعد القبض على مديرها العام وإيداعه الحبس بقرار من لجنة كونها النائب العام للتحقيق في مخالفات الشركة المثيرة للجدل.
واعتبرت النيابة صلاح قوش متهما أولا في البلاغ المدون تحت الرقم 246 (2018) بمعية ثلاثة آخرين بعد استغلاله نفوذه خلال توليه مهام المخابرات لارغام المالك السابق للشركة فضل محمد خير على دفع 50 مليون دولار كتسوية لانهاء احتجازه والسيطرة على شركة تاركو لصالح الملاك الحاليين.
ويواجه المتهمون تهما تتعلق بالثراء الحرام واستغلال النفوذ وتجاوزات مع بنك الخرطوم بجانب مخالفات في النقد الأجنبي.
وقالت مصادر موثوقة إن لجنة التحري والتحقيق في البلاغ أوقفت المدير العام لشركة تاركو سعد بابكر لثلاثة أيام على ذمة التحقيق بموجب أمر القبض الصادر عنها، ورفضت طلبا لمحاميه بالإفراج عنه بالضمان.
وبحسب المصادر فإن المتهمين صلاح قوش ووهيب الهادي يتواجدون في القاهرة حاليا، مردفة ” اللجنة شرعت في اتخاذ إجراءات بتعميم النشرة الحمراء للقبض عليهم عبر الشرطة الدولية -الانتربول”.
وأكدت القبض على بقية المتهمين الذين يواجهون ذات البلاغ وهم قسم الخالق بابكر الشريك الثاني في تاركو الذي يعتبر متهما ثالثا وسعد بابكر احمد متهما رابعا.
ووجهت النيابة بحظر المتهمين من السفر بغرض إجراءات التحري والتحقيق وفقا للبلاغ.
يشار إلى أن اللجنة التي شكلها النائب العام يعمل عليها 4 وكلاء نيابة واتخذت قراراتها بعد تقييم الإجراءات التي تمت في السابق بموجب البلاغ المفتوح منذ العام 2018، وخلصت إلي أن جهات نافذة في الدولة عملت على حماية مدير تاركو سعد بابكر وحالت دون مواجهته البلاغات المفتوحة ضده.
وفي وقت سابق من يوم الخميس عممت شركة تاركو بيانا صحفيا فندت فيها الاتهامات بسعي ملاكها لتخريب الاقتصاد وقالت إن من يدعي ذلك يسعى لتغبيش الحقائق وتزييفها “لأن هذا ادعاء كاذب لا أساس له من الصحة”.
وقالت “يكفي الشركة فخراً أنها ترفد خزانة الدولة شهرياً بمبلغ مليون وخمسمائة ألف دولار، كما توفر فرص لأكثر من ألف ومائتين من السودانيين”.
وأشارت إلى أن الحملات تتكاثف ضدها مع كل انجاز تعتزمه الشركة.
وأضاف البيان “في شهر يونيو وفي يوم استقبال الشركة لطائراتها الجديدة تم تدوين بلاغ ضد المدير العام للشركة، وفي هذه الأيام والشركة تتأهب لبداية رحلاتها بين الخرطوم ودبي والشارقة بالإمارات تم تدوين بلاغ آخر ضد المدير العام، وكل هذا يهدف إلى تشويه صورة الشركة عن قصد وتعمد”.