*ضرورة الخروج من دائرة الصدمة الى فعل سياسى ناضج يتجاوز شعارات غير قابلة للتحقيق*
لم تمض سويعات على نشر مقال لكاتب هذه السطور بعنوان ( البوربون لا يتعلمون و لا ينسون …)، حتى اثبتت مجموعة المركزى ( انهم لا يتعلمون ) ، و حسبما ورد فى الاخبار ان بعض قوى الحرية و التغيير( مجموعة الاربعة ) اثبتوا انهم لا يتعلمون ، و باصرار ، ابرمت اتفاق مع لجان مقاومة شمبات قضى بنقل الندوة المعلن عنها فى شمبات الى ميدان الربيع ، و كان مصدر بالحرية و التغيير افاد بانهم لا يرغبون فى الدخول فى مواجهة مع لجان المقاومة ، و حسب موقع ( عزة برس ) تقرر الغاء الندوة ، تفاديآ لاى احتكاك لجهة ان لجان مقاومة شمبات ترفض قيام الندوة ، ما حدث ان مجموعة الاربعة تجاهلت اتفاقها مع لجان المقاومة وقررت اقامة الندوة ، وحدث .. ما حدث ،
لا احد يقبل الاحداث التى صاحبت الندوة و ادت الى فضها ، و لا احد بالطبع يقبل نكوص جماعة المركزى عن اتفاقها مع لجان مقاومة شمبات ، و ربما كان حديث الاستاذ خالد عمر (سلك ) مستفزآ ( دق الاضينة و اتعذر له ) ، فلم تكن طريقته فى الاعتذار و انتقاد تجربتهم مقنعة ، و غير مقبولة، لا من الحضور ، و لا من مجموعات ثورية من ( غاضبون و اشتباك) عرفوا بمناهضتهم لتجربة الشراكة بين المكون العسكرى و مجموعة المركزى ، و عليه فان الاصرار على عدم التعلم و اتهام جهات اخرى تابعة ( للانقلابيين) بمداهمة الندوة يثير السخرية فى ظل الاصرار على قيام ندوة مرفوضة تم الاتفاق على الغاءها ، و على كل حال و اى كانت الجهة التى استهدفت الندوة فهذا عمل يجد منا الادانة و الاستنكار،
مجموعة المركزى كان عليها الاقرار بانها تسببت ومنذ البداية فى اقصاء قوى مؤثرة فى الحرية و التغيير ، و انها لم تكترث لصوت الشارع و لم تحتضن لجان المقاومة و الاجسام الثورية كما كان متوقعآ ، و لم تكترث لقضايا الشباب و البطالة و لا الاوضاع الاقتصادية المتردية ، فمكنت لاحزابها فى الوظائف و الفرص الاقتصادية و اهملت الشارع العريض ، كان واجبها الاعتراف باختطافها للقرار السياسى و التنفيذى عبر المحاصصة البائسة ، و انها فشلت فى ادارة صراعها مع المكون العسكرى ، و سقطت فى مهاترات لم يحترمها احد ، و دخلت فى تقاطعات الاجندة الدولية ، فباع من باع ، و اشترى من اشترى ،
الاحداث التى صاحبت الندوة يتوقع تكرارها فى اى محاولات اخرى لمخاطبة الشارع دون الالتزام بشعاراته و احترامه ، و ربما كان الافضل لمنظمى الندوة تقديم وجوه غير متهمة بالضلوع فى كوارث تجربة العامين الماضيين ، و ربما كان الافضل ان تكرس مثل هذه الندوة للاعتذار الصريح و الواضح للشعب السودانى عن الاخطاء الفادحة و جرد الحساب و محاولة فتح صفحة جديدة ، اما الاعتقاد بان المواكب و التظاهرات خرجت مساندة لهم فهذا وهم سيقود هذه القوى لحتفها ، و عليه فاننا ننصح جماعة المركزى بتقديم نقد واضح ، و تقديم اعتذار للقوى الثورية الاخرى و للشعب السودانى ، و العمل الجاد للعودة الى منصة التأسيس و عقد مؤتمر لتقييم التجربة و اعادة البناء و الهيكلة وفق مشروع الثورة (حرية .. سلام و عدالة ) ، و الخروج من دائرة الصدمة الى فعل سياسى ناضج يتجاوز شعارات غير قابلة للتحقيق ، و الالتفات الى حوار بناء بين قوى الحرية و التغييرو لجان المقاومة ،حوار لا يقصى احدآ، بما فى ذلك المكون العسكرى و رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ، هذا او اسدال الستار ..،