صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نجاح كبير ولكن ..

12

حديث المدينة

عثمان ميرغني

نجاح كبير ولكن ..

 

 

نجاح دبلوماسي كبير للكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء أمس في الامم المتحدة.. على هامش اجتماع الجمعية العمومية رقم ٧٤ استطاع حشد حوالي ثمانين دولة وعشرة منظمات دولية لدعم السودان وبرامجه خلال القترة الانتقالية.. وهي بداية تسمح بعد ذلك بتطوير علاقات ثنائية على مدًى واسعٍ يلبي بصورة دقيقة المشروعات الحيوية التي ينتظرها الشعب السوداني بعشم نبيل..

ورغم أنني أكتب هذه السطور قبل إلقاء خطاب السودان المتوقعربعد أقل من ساعتين؛ إلا أنني أتوقع أن يشدد الخطاب على أن نجاح أو فشل الانتقال الديموقراطي في السودان رهن التعاون الدولي معه، وأن فتح الباب لهذا الطريق يبدأ برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.. صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية تنتظر إكمال ملف السلام ليتحقق آخر شرط إلا أن البدء في عملية رفع اسم السودان يجب أن يبدأ الآن فذلك يساعد على دفع وتعجيل طي كلف الحروب في السودان.. فالتنمية كانت كلمة السر في إشعال نيران الحروب ومنها الآن تنطلق عملية إطفائها من جذورها الحقيقية..

ومع ذلك، سأظلل أكرر أن التعاون المطلوب من المجتمع الدولي لن يكون محمولا على أجنحة العواطف والدعم الدبلوماسي وحده.. لابد من عمل كبير داخل السودان لترسيم خارطة الطريق نحو المستقبل وتصميم المشروعات المطلوبة لإنجاز الدولة الحديثة في السودان، فمهما كانت الثقة في قدرات وعلاقات حمدوك إلا أنني لا اتوقع أن يحمل فيه حقيبته خطة كاملة ومفصلة لمطلوبات الانتقال الحقيقي للمستقبل الرشيد، فهذا عمل مؤسسات مسنودة بخبراء ودراسات وهو ما لم يتوفر لحكومة الثورة حتى الآن.. من الأجدر أن نسرع الخطى في إعداد خارطة الطريق والخطة الاستراتيجية التي تنجب الخطط التفصيلية وتحول إلى برنامج عمل تنفيذي تلتزم بها الوزارات ومؤسسات الدولة..

أرجو أن لا نفثد قوة الدفع الدولية التي تسندنا الآن.. فهي تستمد وقودها من هنا.. منا نحن.. من داخل السودان..

التيار

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد