نجحت أول عملية زراعة كلى للأطفال في دبي، والتي أجريت للطفلة السودانية بانة، حيث أعلن مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية عن نجاح العملية لبانة التي تبلغ تسع سنوات.
وشهدت العملية تعاوناً نموذجياً بين تسع جهات حكومية وخاصة، عملت بالتوازي لضمان سلاسة إجراء زراعة الكلية للطفلة بانة، إذ إن المتبرّع المتوفى كان مقيماً في أبوظبي.
وبانة طفلة سودانية عانت منذ ولادتها من تعطل كلّي للكلية اليسرى وضمور حجم الكلية اليمنى، وهي حالة تصيب طفلاً من كل 1000 طفل في أنحاء العالم، وقضت طفولتها في تناول الأدوية والعلاجات المتنوعة، حتى تقرّر أخيراً بأنها تحتاج إلى إجراء غسيل كلى أو زراعة كلية للحفاظ على حياتها، فتم إجراء العملية بعد مطابقة كليتها لكلية المتبرع المتوفي.
وقاد العملية الدكتور ديفيد هيكي، الذي سبق له أن أجرى أكثر من 2000 عملية زراعة أعضاء خلال حياته المهنية، ودرب العديد من الجراحين حول العالم على تلك الجراحات. كما قدّم أكثر من 130 بحثاً علمياً في عدد من المطبوعات الطبية العالمية.
وقال الدكتور عبدالله الخياط، المدير التنفيذي لمستشفى الجليلة للأطفال “إننا شهدنا لحظة استثنائية في تاريخ نظام الرعاية الصحية للأطفال في دبي، معرباً عن أمله بأن تكون هذه العملية الناجحة هي بداية لسلسلة من العمليات المماثلة، والتي ستسهم بدون شك في تعزيز مكانة دبي كوجهة إقليمية للتميّز في طب الأطفال على مستوى المنطقة.
وأضاف أنه بينما نحن نحتفي بالوصول إلى هذه المحطة المهمة في تاريخ طب الأطفال في دبي، يجب ألا نغفل دور المتبرع المتوفى وعائلته حيث نتوجه لذوي المتبرع بجزيل الشكر والعرفان لمنح الطفلة بانة فرصة جديدة للحياة.
وقال نزار حسن والد الطفلة بانة أنه بعد تسع سنوات من المعاناة المستمرة مع الأمراض والأدوية والعلاجات، حصلت طفلتنا على فرصة للعيش بصحة وسعادة كباقي الأطفال في عمرها، واندهش والد بانة من رؤية كل هذه الفرق وهذه الجهات والمؤسسات تعمل معاً بسرعة فائقة لإنقاذ حياة طفلته. وقال إن هذا التعاون الفريد من نوعه هو سمة مدينة دبي. ولا أعتقد أن كلمات الشكر مهما عظمت لن تكفي.
من جهته، قال الدكتور عامر أحمد شريف، مدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية الرئيس التنفيذي لقطاع التعليم – سلطة مدينة دبي الطبية “إننا فخورون بالجهود التي بذلها الفريق المشترك من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ومستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، الشريك الطبي الأكاديمي للجامعة، والذي ساهم في تحقيق هذا الإنجاز في مجال الرعاية الصحية في دولة الإمارات ما يدلل على الجهود الكبيرة التي قامت بها الجامعة في برنامج زراعة الأعضاء الذي أطلقته عام 2016. ولم نكن لننجح في ذلك دون تعاون العديد من الأفراد والمؤسسات في الدولة بقيادة وزارة الصحة ووقاية المجتمع”.