كتبنا الأسبوع الماضي عن باخرة المواشي التي تم إرجاعها من قبل السلطات الصحية السعودية والتي تحمل ٧ الف رأس ، وكان رئيس مصدري الماشية بالسودان السيد صالح صلاح ، شن هجوماً عنيفاً على السلطات الصحية السعودية لعدم التزامها بالبرتوكول الموقع بين الحكومتين وإرجاعها ٧ الف رأس وتبريرها ان الماشية مصابة بمرض الحمى القلاعية وقال إن هذا الاتهام غير صحيح وإننا التزمنا بكل الاشتراطات الصحية التي طلبتها السعودية وتم فحص المواشي والتأكد من سلامتها ووفقاً للبرتوكول لا يتم أبداً إرجاع المواشي.
لكن السيد وزير الثروة الحيوانية حافظ عبد النبي في مؤتمر صحفي له طاف فيه بالكشف عن بعض ملابسات إرجاع باخرة المواشي الأخيرة وغيرها.
وقال الوزير (إن الصادر في الفترة من فبراير حتى أغسطس الجاري بلغ 122 باخرة بينما البواخر التي تم إرجاعها خمس فقط مقارنة بالراجع العام الماضي لذات الفترة والذي بلغ 42 باخرة من جملة 117 باخرة وطالب أجهزة الاعلام بالنظر الى النصف المليء من الكوب.
وعزا الوزير سبب إرجاع الباخرة الأخيرة الى سرقة أجهزة فحص الصادر من المعمل المركزي وقال إن الأجهزة المسروقة تحتوي على معلومات مهمّة تخص الصادر وأضاف أنها استهدفت جهازاً معيناً يخص الصادر وقصد من ذلك تعطيل عملية الانتاج، وذلك يرجع لعدم وجود رقابة تحمي الأجهزة بالداخل .
تخيلوا معي ٧٠٠٠رأس من الماشية ترجع وقبلها أكثر من أربع بواخر والوزير يقول انظروا الى النصف المليء من الكوب، ولا أدري لماذا يستكثر علينا سعادة الوزير ( الكوب المليان ) لماذا نرتضي بالذي قبلته السعودية فقط ونمسك بالتعليق عن الذي رجع دون معرفة أسبابه ودواعيه ؟
كما انه أليس من (العيب) ان ترجع بواخر صادرنا من الماشية من الدول الخارجية بسبب (سرقة جهاز) !! ووزارة الثروة الحيوانية معلوماتها المهمة التي يعتمد عليها الصادر كله تحفظ في جهاز واحد.
والذي لابد من ان يطرح متى علم الوزير بسرقة الجهاز هل بعد عملية التصدير أم قبلها ؟
إن كان من قبل لماذا تحركت الباخرة من ميناء سواكن الى السعودية بدون هذه المعلومات، ام انها من بعد ماتحركت ووصلت السعودية ورجعت تم البحث عن الجهاز واكتشف الوزير سرقته، إذاً من هو السارق داخل الوزارة الذي كلف الدولة كل هذه الخسائر، ولماذا تمت اقالة مدير المعمل المركزي وفي المؤتمر نفى الوزير ما رشح عن أن أسباب إقالة مدير المعمل المركزى ونائبه للبحوث البيطرية لرفضهما تمرير شحنة صادر لحوم مخالفة للإجراءات المتبعة، وذكر ماتم تنقلات وليس إقالات واعتبر ان ما حدث إجراء طبيعي وروتيني وأكّد أنّ سرقة أجهزة المعمل وراء إرجاع عملية الصادر خلال الفترة الماضية.
إقالة مدير المعمل المركزي هل لها علاقة بسرقة الجهاز من المعمل بسبب الاهمال ام جاءت بسبب اتهام الوزارة التي أرادت أن تصدر لحوماً غير مطابقة ورفض المدير تمريرها ؟ إن كان للسبب الاول وان السرقة تسببت في إرجاع صادر الماشية اليس هذا بسبب كافي ومقنع لإقالة المدير فلماذا يتوارى الوزير من قراره ويبرره بأنه مجرد تنقلات.
سرقة الجهاز إن كانت بغرض تعطيل عملية الانتاج فهذا يعني ان بالمعمل اشخاص يعملون من أجل تعطيل عملية صادر اللحوم السودانية، وان سرقة الجهاز هي واحدة فقط من بين عدة تجاوزات كثيرة أعادت الماشية لأكثر من مرة لم تسنح فرصة المؤتمر للوزير ذكرها فتردد الوزير في كشف من أشار لهم اتهاماً بتعطيل عملية الإنتاج وعملية الصادر.
ماذا يدور في دهاليز صادر الماشية لا سيما أن الحديث عن فلول النظام انها تتحكم في عمليات الصادر وإن ثمة مؤامرة مقصودة ومدبرة وأشخاص بعينهم يقفون لعرقلة الصادر مازال واقعاً.
ولكي نكتفي بنصف الكوب او ربعه فلابد ان يقوم الوزير بحلحلة المشاكل الصغيرة التي تقف عائقاً للصادر وأن يصدر قرارات قوية وصارمة بإقالة كل المتورطين وكشفهم إن لم يفعل ذلك سيقوى عليه هذا التيار البائد، سيسرق ويعطل ويطالب بإقالته غداً، وعينكم تشوف .
طيف أخير:
الإنحناءة إعتذاراً لقارئ هذه الزاوية لما ورد بالأمس إرتكاناً على خبر الانتباهة (المفبرك) والذي دفعتنا اليه الثقة في المصدر لكن تبقى المطالبة بتسليم فضل محمد خير واخوانه من الفاسدين إلحاحاً منا، وواجباً على الحكومة تحقيق العدالة واسترجاع مال الشعب.