في الوقت الذي يواصل فيه آلاف السودانيين اعتصامهم لليوم الرابع على التوالي خارج مقر القيادة العامة للجيش، برزت صورة على تويتر لامرأة شابة ترتدي “ثوبا” أبيض، بدت وكأنها تخاطب حشدا من المتظاهرين.
ووصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ”أيقونة الثورة” السودانية.
فمن هي – ولماذا أصبحت صورتها “رمزا” للاحتجاج؟
وانتشرت على نطاق واسع صورة ومقاطع فيديو لناشطة سودانية، وهي تلهب مشاعر المتظاهرين بأناشيدها وهتافاتها الحماسية تحت شعار “حبوبتي كنداكة”.
والصورة التقطتها الناشطة السودانية لانا هارون في 8 أبريل ونشرتها على حسابها على تويتر. وقد أعيد تغريدها إلى حدود أمس قرابة 4 آلاف مرة كما حصدت أكثر من 12 ألف إعجاب.
وقال معلقون إن الناشطة التي تظهر في الصورة اسمها آلاء صالح.
“المقاومة امرأة”. هكذا رد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على صورة الناشطة السودانية في الثوب الأبيض، التي سيطرت على تويتر عربيا وعالميا.
فمن هي – ولماذا أصبحت صورتها “رمزا” للاحتجاج؟
بينما يواصل آلاف السودانيين اعتصامهم لليوم الرابع على التوالي خارج مقر القيادة العامة للجيش، برزت صورة على تويتر لامرأة شابة ترتدي “توب” أبيض، بدت وكأنها تخاطب حشدا من المتظاهرين.
وبعد أن تم تداول الصورة أكثر من 10 آلاف مرة، بدأت المرأة تظهر في عدد من الصور ومقاطع الفيديو، تهتف فيها هتفا سودانيا خاصا بالحراك.
وأعرب المغردون عن إعجابهم بقوتها وثقتها بنفسها ووصفوها بأنها “أيقونة” الثورة السودانية، قائلين إن “الثورة السودانية أنثى”.
فقالت إحدى المغردات: “لم يحذرك أحد من أن النساء اللواتي منعتم أقدامهن عن الركض سيلدن بنات بأجنحة.”
ما رمزية الصورة؟
دار النقاش عبر مواقع التواصل حول زي الناشطة – وهو الثوب السوداني التقليدي. ورأى المغردون فيه تقديرا للثقافة والتراث الوطني السوداني، وتمسكا به من قبل امرأة شابة.
ويعتبرالمتظاهرون الثوب الأبيض رمزا للاحتجاجات السودانية لأنه يجمع بين الفولكلور السوداني التقليدي واللون الأبيض – وهو لون السلام والحرية.
كما التفتت الأنظار حول أقراطها الذهبية على شكل قمرين – وهي مجوهرات الزفاف التقليدية السودانية ورمز الجمال الأنثوي في العديد من الكتابات العربية.
ورأى المغردون في زيها انعكاسا للملابس التي كانت ترتديها الأمهات والجدات العربيات في الستينيات والسبعينيات – والتي أصبحت رمزا للتظاهرات في الشوارع حينها.
ووصفها المغردون بكلمة “كنداكة” – وهو اللقب الذي كان يُعطى للملكات النوبيات في السودان قديما، في إشارة إلى الجمال من جهة وإرث النساء اللواتي كافحن بقوة من أجل بلدهن وحقوقهن من جهة أخرى.
واستخدم المغردون تويتر لمدح الناشطة وشكرها لإعطاء وجه نسائي شاب للحراك السوداني، واصفينها بأنها مصدر قوة وإلهام للفتيات السودانيات.
فكتبت ربى: “المرأة السودانية تولت الحراك. شاهدونا ونحن نقاوم ونصبح من نريده”.
بينما وصفها المصور عبدالعزيز حمزة بأنها “تمثال الحرية الجديد” في السودان، مضيفا أنها رمز الحراك في المنطقة الذي “سينتصر ويبرز للعالم معنى الديمقراطية والمقاومة.”
وعالميا، أعرب مغردون من دول غربية عن تقديرهم للدور التي تلعبه نساء السودان في الحراك، واصفين المرأة بأنها “أبرز رمز” للمظاهرات في السودان.
والرد الرسمي؟ على الصعيد الرسمي السوداني أكد وزير الدفاع السوداني أن الجيش يقدر أسباب الاحتجاجات، ولكنه “لن يسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى ولن يتسامح مع أي مظهر من مظاهر الانفلات الأمني”.
وحذر عوض محمد أحمد بن عوف، وهو النائب الأول للرئيس السوداني عمر البشير، من أن هناك جهات تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في القوات المسلحة وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد، بحسب تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية.