صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

من طعن صديق يا برهان  ؟!..

14

خلف الأسوار

سهير عبدالرحيم

من طعن صديق يا برهان  ؟!..

هل استمعتم أعزائي القراء لمحاكمة الرئيس المخلوع عمر البشير..!!؟ ، حسناً هل استمعتم الى حديث القاضي وهو يتلو حيثيات الحكم بالإدانة..!؟، طيب.. هل سمعتم القاضي وهو يذكر اسم معين وهو يتلو تلك الحيثيات بالذات في النقطة التي كان يتحدث فيها عن ضبط وتحريز الدولارات التي كانت بحوزة المخلوع ..!!؟
إذا كنتم شاهدتم وتابعتم المحاكمة و وقفتم عند تلك التفاصيل، فأنتم في غنى عن حديثي. وإن كنتم عبرتم على تلك المحاكمة دون الوقوف في التفاصيل، فهاكم التفاصيل .
ذكر القاضي أن البلاغ وعملية الضبط قام بها لواء اسمه صديق سيد أحمد، وصديق هذا، هو رئيس وحدة الاستخبارات المضادة في القوات المسلحة حتى بعد سقوط نظام المخلوع، وهو أكثر من ذلك إذ يطلقون عليه في هيئة الاستخبارات لقب (مهندس الانقلاب) .
حسناً ماذا يهمنا في هذا الأمر؟، ما يهم أن تعلمه عزيزي القارئ، أن هذا اللواء صديق سيد أحمد، صندوق أسرار الاستخبارات، وعُراب الانقلاب والرجل الذي يطلقون عليه (الداهية)، هذا الرجل الذي أذاق (الكيزان) الأمرين حتى أنهم يتمنون موته اللحظة وأن تنتاشه الكلاب في الشوارع .
صديق هذا يقبع معتقلاً وحبيساً في سجن انفرادي منذ تاريخ ٩/٨/٢٠١٩دون توجيه تهمة له ، ودون أية بينات إدانة تجاهه، بل دون حتى التحري معه.
ما يحدث مع صديق، يشبه الاحتفاظ بصندوق أسود لطائرة انفجرت بطريقة غريبة وفي ظروف معقدة، ثم يجلس الخبراء قبالة الصندوق لا هم يرغبون في فتحه ولا هم تركوه في موقع تحطم الطائرة ولا حتى أعاروه لبعض الخبراء الذين يجيدون التعامل معه وفك طلاسمه والاستفادة من المعلومات التي يحتويها لسبر أغوار سقوط الطائرة وتجنب سقوط طائرة أخرى مجدداً .
اليوم الأربعاء ينفذ أهالي صديق وقفة احتجاجية أمام القصر الجمهوري للمطالبة بالإفصاح عن مكان احتجاز ابنهم ويعتبرون أن احتجازه لأكثر من ستة أشهر غير قانوني، فهو إما أن يُطلق سراحه او يقدم لمحاكمة إن كان هنالك ما يدينه .
أعزائي القراء.. بالنظر الى قصة صديق، تتأكد لديكم أعزائي القراء أن الثورة قد سرقت حقاً، وأن كثير من الذين يقودون دفة البلاد هذه الأيام كانوا في الصفوف الخلفية، وقد تركوا صديق وصحبه في وجه المدفع، وحين انجلت الغمة وتم اقتلاع النظام، ظهروا الى السطح يتبسمون للفلاشات ويلتقطون الصور .
خارج السور :
السيدان البرهان وحميدتي.. إن كنتم لا تعلمون ما حدث لصديق، فالمصيبة كبرى. وإن كنتم تعلمون وتصمتون فالمصيبة مصيبتان!!.

الانتباهه

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد