والشمس ترسل أشعتها المضيئة في الخرطوم ليوم حافل بالإثارة، اجتازت السيارات المسافة القصيرة الفاصلة بين منزل القائد العام للقوات المسلحة – الذي اشتهر باسم (بيت الضيافة) – ومطار الخرطوم الدولي، يخرج من جوف السيارة الرئاسية المصفحة رئيس المجلس السيادي والقائد العام للجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
أغلقت الطائرة أبوابها، وللمرة الأولى يجد طاقم المراسم نفسه مرافقا لوفد سيادي في وجهة مجهولة ومهمة لم يكونوا جزءا من تفاصيلها المتعارف عليها في مراسم الدولة.
هبطت الطائرة في مطار عنتبي بيوغندا، التقى البرهان بمضيفه الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، ثم جلس إلى سفير الخرطوم بكمبالا لمتابعة تفاصيل اللقاء التاريخي الذي سيجمع بينه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
لحظات ويدلف لمقر رئيس المجلس السيادي الفريق جمال عبد المجيد مدير جهاز المخابرات العامة والموصوف بأنه أحد أخطر رجال الاستخبارات العسكرية، حيث كان لسنوات مطلعا على أدق أسرار الملف الإسرائيلي الذي ظل بيد جهاز الأمن والمخابرات السابق.
وطبقا لمصادر متطابقة فإن مدير المخابرات لم يكن بعيدا عن التطورات المختلفة التي صاحبت الملف الإسرائيلي بما في ذلك التواصل المباشر وغير المباشر بين مسؤولي الأمن في البلدين.
مصادر مطلعة أكدت لـ(السوداني) أن سبب عدم مرافقة مدير المخابرات لرئيس المجلس السيادي إلى عنتبي، أن مدير المخابرات كان في رحلة عمل رسمية رفقة رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك، وأكدت المصادر أن الفريق جمال وصل إلى الخرطوم قادما من جبوتي وأمضى لحظات بمطار الخرطوم قبل أن يستغل طائرة جهاز المخابرات الخاصة للحاق بالفريق البرهان.
التأم اللقاء بين البرهان ونتنياهو بحضور سفير الخرطوم بكمبالا ومدير المخابرات وبعد نحو ساعتين فتحت الأبواب المغلقة ليملأ صدى اللقاء الآفاق.