نعم لشد الأحزمة على البطون الضامرة أصلاً، والتي تكابد وتعاني من توفير ضرورات حياتها اليومية، نعم لمزيد من التقشف، الذي هو أصلاً، أسلوب حياة لعموم الشعب السوداني، نعم لكل التضحيات، من أجل إخراج الاقتصاد السوداني، من الجب الذي القوه فيه، ومرحباً بالمزيد من التضحيات، ونعم لكل المبادرات الوطنية الشريفة، من أجل إخراج الجنيه من العناية المكثفة التي ادخلوه فيها، ولكن لا لشد الأحزمة، ولا للتقشف، لتزداد نفقات تشغيل القصر الجمهوري، ومجالسه الثلاثة، السيادي والوزراء، وشركاء الحكم، ولا لمزيد من المصروفات الدولارية التي يتم استقطاعها من لحم الشعب، فقد جاء في باب الاخبار المقلقة لنا والتي لا تمت إلى واقعنا بصلة، وهي من الاخبار الوردية والرومانسية لاخرين، بأنه سيتم إضافة عشرة أعضاء جدد لمجلس السيادة، (عشان يعملوا شنو ؟ ويضيفوا شنو)!وقبل فترة من الزمان (خدعونا وغشونا) عندما تم توقيع اتفاقية جوبا للسلام، وتمت إضافة ثلاثة أعضاء لمجلس السيادة (مالك عقار والهادي ادريس والطاهر حجر) مقابل خروج ثلاثة من الاعضاء القدامى، بمعنى أن يكون هناك إحلال وابدال للاعضاء، فسمعنا بذلك ولكنه لم نشاهده، يتحقق على أرض الواقع، الامر الذي أضاف أعباء ومصروفات جديدة، على المواطن (صاحب المحل) الذي عليه القيام بتحمل تبعاتها ودفع نفقاتها، ولكن (تاني)عشرة أعضاء جدد، يأكلون ويشربون وبتفسحون ويتعالجون وبركبون فاره السيارات، كل ذلك على حساب المواطن، الذي أصبح كابن لبون، فلا لبن فيحلب ولا ظهر فيركب، ولا وبر أو صوف فيباع!!
(1)
فإن اي تحدي بين فريق الشعب وفريق القصر، فان الشعب هو من يكسب التحدي، وأي مباراة بين الشعب والقصر، فمن المؤكد أن الشعب هو المنتصر، فكم من مرات ظن القصر أنه الفائز، ثم جاء الشعب، وفي اللحظات الأخيرة، فقلب الطاولة على القصر، وحسم المعركة لصالحه، ؟ونقول للمكون العسكري والمدني ومجلس شركاء الحكم، لا تستهونوا وتستهتروا بمقدرات الشعب، فحالات الإحباط واليأس، التي أصابت فريق الشعب، من جراء سياساتكم، هي حالة طبيعية، تعتري الفرق الكبرى، ثم تعود من جديد لسكة الانتصارات، فلا تظنوا ان صبر الشعب عليكم، هو نوع من العجز وقلة الحيلة، ولا تعتقدوا أن صمت الحليم، لا حدود له، فاذا غضب الشعب الحليم، فانتم تعرفون النتائج.
(2)
فاليوم ومطلوب وبشدة ، وضع مقولة زمن الدسديس والغتغتة قد ولى، في موضع التنفيذ، ونريد شفافية تهز النائم، وتوقظ الغافل، وتنبه السارح، وتحرك المسكوت عنه، وتوضح وتبين لنا ما الفائدة التي سيجنيها وسيحصدها الوطن والمواطن من إضافة شخصيات جديدة؟ وماهو الشئ الحميد والحسن المتوقع حدوثه، اذا تمت اضافه عشرة أعضاء جدد ؟
(3)
فانت ياعزيزي القارئ، تعرف، ان كثرة الطباخين، افسدوا (الحلة)، وان كثرة (الدايات) كتلوا المولود، وان كثرة أعضاء السلطة الانتقالية، تفسد الفترة الانتقالية، وان المجتمعين على مصالحهم الشخصية والذاتية، سريعاً ما سيتفرقون.