قبل نحو عام كان السودانيون قد تابعوا بذهول سلسلة الحلقات الوثائقية التي بثتها قناة العربية تحت عنوان (الأسرار الكبرى لحركة الإخوان المسلمين بالسودان)، وحظيت الحلقات بردود أفعال واسعة لما حوته من أحاديث وأسرار تنشر لأول مرة بالصوت والصورة لقيادات رفيعة في الحزب المحلول والحركة الإسلامية، وما اظهره هذا الفيلم من مقاطع مسربة لاجتماعات لمجلس شورى الحركة الاسلامية، حملت تصريحات خطيرة واعترافات لعدد من القيادات الاسلامية بينهم المخلوع البشير، بارتكاب جرائم ضد الانسانية بالاضافة الى تدبير انقلاب 89 ومجازر دموية أخرى، وكشفوا فى اجتماعاتهم تلك عن كيف قاموا بتمكين الجماعة من مفاصل الدولة وحرمان الاخرين والبطش بهم، كما كشفوا عن فسادهم وفشلهم في ادارة الدولة وسعيهم للبقاء في الحكم بكل ثمن حتى ولو بقتل المتظاهرين، وكان الرئيس المخلوع قد كشف فى تلك الاجتماعات عن عدائه النظام المصري القائم حينها، بل وسخر منهم بقوله فيهم إن المصريين وبعد وصولنا للسلطة ظنوا أن ما حدث لصالحهم وسخروا إعلامهم ودبلوماسيتهم لدعمنا، ثم بعد فترة اكتشفوا أن نظامنا في السودان خصم للنظام في مصر، وغير ذلك من مخازي أبرزتها تلك الحلقات التوثيقية التي هزتهم هزا وعرتهم وكشفت زيفهم واستغلالهم للدين من اجل دنيا يصيبونها وحكم يستبدون به..
بعد تلك المخازي والمهازل التي كشفتها تسريبات (العربية)، اذا بالصحفي القطري المعارض خالد الهيل الذي درج على نشر تسريبات تكشف فضائح وفظائع بعض القادة العرب، يكشف ويبث تسريباً آخر للرئيس المخلوع يسخر فيه من قادة الحركات المسلحة ويصفهم بالنكرات، فبحسب التسجيل المسرب الذي نشره الصحفي المذكور على صفحته ب(تويتر)، ان المخلوع في مسامرة جمعته مع الرئيس الليبي القتيل معمر القذافي وصف قادة الحركات المسلحة ب(النكرات)، مضيفا ان المثقفاتية هم من صنعوا التمرد للحصول على وظائف لأنفسهم، بعد ما عرفوا دارفور وقبائلها وعاداتها وتقاليدها والمشاكل الموجودة داخل القبائل ومع بعضها البعض، وعرفوا الخفايا بين كل قبيلة وأخرى، ابتدوا يعدوا في بعض الحركات اللهي نكرات..يعني مثلا ماف زول من دارفور سمع بواحد اسمو مني أركو مناوي، إلا بعد دخل التمرد، وواصل المخلوع (ما ممكن تكون زعيم تمرد من لا شيء)، المطالب صنعها المثقفاتية لأنهم عايزين يخلقوا التمرد عشان يحصلوا في النهاية على وظائف لأنفسهم، وفي تسجيل آخر كشف الهيل عن سخرية المخلوع من آل الميرغني واعتبرهم عملاء للخارج، قائلاً إن السيد علي الميرغني كان ضابطا برتبة ملازم أول في مخابرات جيش غزو السودان، وقال إنهم يخدعون البسطاء باسم الدين ويدعون أنهم ينتسبون إلى النبي ويوزعون أراضي الجنة كلها بأسماء، واضاف ساخرا طيب ليه تدونا أراضي الجنة وتشيلوا انتو أراضي الدنيا.. وفى تسريب محلي من داخل القصر الجمهوري، قال شاهد عيان ان المخلوع كان على موعد مع نائبه الاول سلفاكير ايام نيفاشا، جاء سلفاكير الذي طلب اللقاء بالمخلوع في الموعد تماما، أدخلته السكرتاريا المكتب الفخيم وأجلسته وأكرمته لحين حضور المخلوع، وقتها كان المخلوع يتسامر مع بعض خاصته في مكتب آخر مجاور، ولم يأبه لتنبيهات السكرتاريا له باللقاء للمرة الثانية بل كان غارقا في سمره وضحكه، وحين عاودت السكرتاريا تذكيره للمرة الثالثة، نهض واقفا وقال لخاصته ( أها يا جماعة ودعتكم الله نمشي نشوف العب دا عاوز يقول شنو)..