1
بدأت الصحافة السودانية تنظر للسياسات الجديدة التي تقدمت بها حكومة معتز، والدعم الإعلامي الذي نالته غير مسبوق، فأغلب التغطيات والمقالات من كبار الكتاب تصدر كل صباح مؤيدة لمعظم السياسات التي صدرت بل تجاوز بعضهم الدعم إلى تقديم أفكار سرعان ما التقطتها الحكومة وأصبحت سياسات مقرة كما سنرى.
2
لماذا هذا التغير الأول من نوعه فى الصحافة تجاه سياسات حكومية.؟. يبدو لي أن أربعة أسباب قادت لهذا الموقف، الأول يرجع للمتابعة الدقيقة للجهود التي يقوم بها فريق حكومة معتز للسياسات التي ما إن أُعلنت حتى وجدت طريقها للتنفيذ مما أعطاها مصداقية وذلك أثبت جدية الحكومة وأنها تتبع القول بالعمل. السبب الثاني يتعلق بالتواصل المستمر مع الإعلام، فمكتب الإعلام للسيد معتز ينشط من أوقات كثيرة من اليوم في بث أخبار وتحركات السيد رئيس الوزراء في شتى المواقع مما جعل الإعلام يتفاعل مع هذا التدفق المستمر للمعلومات وبدأ يلهث لمتابعة الحركة المتسارعة للسيد رئيس الوزراء. السبب الثالث الاستخدام الذكي للسوشيال ميديا عبر تغريدات السيد معتز التي خلقت تواصلا مباشرا مع الجمهور )الآن صفحة معتز في الفيس بوك قاربت الأربعين ألف متابع(، وفرت تلك التغريدات أخبارا طازجة وموثقة للصحفيين. السبب الثالث يكمن في النهج المحترم الذي انتهجته الحكومة باستضافة رؤساء التحرير في اجتماعات مجلس الوزراء مما جعلهم يحسون بأنهم مشاركون في عملية صنع القرار نفسها إضافة إلى توفير معلومات ساعدت في تشكيل رأي إيجابي في السياسات الجديدة.
السبب الرابع هو ارتفاع أسهم التغطيات الاقتصادية في ظل تراجع كبير لأهمية التغطيات والأخبار السياسية التي لا أحد الآن يهتم بمتابعتها.
3
تقدمت الصحافة خطوة أخرى في اتجاه رفد الحكومة بأفكار جديدة. يحضرني الآن اقتراحان تقدم بهما د. مزمل أبو القاسم الأول يتعلق بإنشاء محفظة لشراء وبيع الذهب بالدولار وهي الفكرة التي التقطها الحكومة وفي طريقها للتنفيذ عبر شهادات )بريق( ومباشرة عبر محفظة المغتربين المرتقبة. المقترح الثاني دعا فيه مزمل الحكومة لتوفير الكاش لشراء النقد الأجنبي عبر بنوك محددة وهذه الفكرة تبنتها الحكومة بصورة عاجلة. وفي تقديري أن هذا التفاعل الجيد مع ما تطرحه الصحافة من أفكار يشجع الصحفيين على التفاعل المستمر. الحكومة الذكية ليس بالضرورة أن تنتج كل الأفكار فبعض من ذكائها التقاطها الأفكار المبثوثة في فضاء العمل العام. التحدي الآن أن تحافظ الحكومة على الدعم الإعلامي المستمر ويحافظ الصحفيون على المتابعة المستمرة ورفد الحكومة بالأفكار الجديدة.