نرجو أن يغفر لنا الأخ “معتز موسى” رئيس الوزراء ، إن شعر بأننا قد جعلناه أشبه بـ) أليس في بلد العجائب ( ، عبر ربطنا المتكرر لاسمه مع ما يواجهه من قضايا وأحداث، وها نحن نضعه الآن في أرض التقشف التي وصل إليها الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي لم نتوقع أن يحدث بمثل هذه السرعة، نظراً لحاجته لتمكين نفسه عبر بسط كامل لنفوذه على كامل مساحته دون أن يتعرض لـ)كمين( مدبر من بعضهم أو )ضربة( خلفية غادرة من آخرين تطيح به قبل أن يعلن كلمته أو ينطق بها، فمن يسعى بنفسه لإغلاق ) البلوفة ( ليتوقف سريان سائلها الذهبي في صنابير المستفيدين يضع نفسه عرضة للإقصاء الحاسم والتدمير الشامل، ولكن هاهو “معتز” يفعلها ويبدو أنه قد توكل على الله مستنداً في هذا علي مؤازرة الرئيس “البشير” .. ولكن لماذا يتم تحديد الأمر بفترة زمنية معلنة ..؟؟ .. فإجراءات التقشف في ذاتها ليست برنامجاً اقتصادياً تحدد له فترة زمنية لتكتمل مراحله، بل هو سياسة تلتزم برؤية كلية تصوغ فلسفة الممارسة الناشطة والفعل المتحرك، وبالتالي فهي أمر يجب أن يكون أساسياً ودائماً ، ولكن يبدو أن الرجل أراد أن يخفف من حدة الإجراءات التقشفية التي أعلنها على من سيتضررون منها عبر تقديمه وعداً بانتهائها في فترة وجيزة حددها بـ) 15( شهراً .. ولكن ما يجب أن يعلمه “معتز” بأن الحالة الراهنة مهيأة لاستقبال قرارات أكثر حسماً وقوة تجاه ما يتصل بإهدار المال العام والتلاعب به وما عليه إلا أن يتحلى بمزيد من الشجاعة ليعالج هذه التشوهات التي باتت جزءاً أصيلاً من وجه البلاد وقسماتها ..