للإخوة المصريين عبارة يقولونها حينما يبلغ السيل الزبى (لا ده ما ينسكتش عليه)، وهي تفيد بأن المتكلم قد وصل إلى مرحلة لا بد أن يعلن فيها موقفه من حدث معين، هذه العبارة تذكرها العبد لله بعد أن طالع في الأخبار التي تبث عبر الوسائط الإجتماعية تصريحاً منسوباً (للحوثي) يهدد فيه بقصف (الخرطوم) بالصواريخ البالستية !
قلت مرتعباً لنفسي : نحنا مالنا ومال كده؟ مش كفاية العلينا؟
لوهلة تخيلت أحد الصواريخ وقد سقط وسط الساحة التي يعتصم فيها أولادنا؟ أو في ملعب لكرة القدم مزدحم بالمتفرجين وقد تناثرت الجثث وامتلأت الأرض بالدماء، هل وقتها يمكننا أن (نشتكي) للمجتمع الدولي متهمين (الحوثيين) بتنفيذ غارة صاروخية أزهقت أرواحاً (سودانية)؟
غريب والله أمر كل من يبرر (قتالنا) في اليمن بالخوف على (المقدسات الإسلامية) التي من المفترض أن تحميها (المملكة) ذات الجيش (المصروف عليهو) فإن عجزت (ده كلام تاني)، ولكن السؤال هو هل أرض المعركة يمنية أم سعودية؟ وإن كانت يمنية أيحق لنا أن نقاتل أخوتنا في اليمن لمجرد (توهمات) مستقبلية ليست واقعاً بأي حال؟
منذ بداية (تصدير) جنودنا إلى (اليمن) وأنا أبحث عن (الرأي الشرعي) عند علماء (ديننا) الأجلاء خاصة أن هناك الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تتوعد المسلمين إن تقاتلوا، يقول الله تعالى :
(وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين) .
كنا نأمل (كما ذكرت) من علمائنا الأجلاء أن (يشرحوا لنا) لماذا الحوثيون هم (الفئة الباغية)؟ وهل تمت دعوتهم إلى حكم كتاب الله وأبوا وتعدوا حتى يتم قتالهم؟ كما تقول الآية؟ لكن يبدو أن علماءنا (ما فاضين) !
ولعل السؤال الأهم هو (يعني أي فئتين من المسلمين في أي حتة من العالم يتقاتلوا نقوم نشيل بنادقنا ونرسل جنودنا وللا المسألة عندها ضوابط وأحكام؟) !
يقال إن (صفقة) تصدير جنودنا إلى اليمن قد قام بها سيئ الذكر (طه) وقد قبض ثمن ذلك وهكذا كانت القرارات في النظام الهالك مهما بلغت من خطورة يقررها شخص واحد (ما هاملة وكده) !
تعالوا معي لننظر كيف كان سوف يتم التعامل مع هكذا قرار في أمريكا مثلا :
بداية سوف يتم عرض الأمر على (مجلس الأمن القومي) وهو يتكون من مجموعة من القياديين الذين يشكلون عصب ماكينة السياسة الخارجية الأمريكية، وهم :
• رئيس الدولة رئيساً
• وعضوية :
• نائب الرئيس
• وزير الخارجية
• وزير الدفاع
• رئيس هيئة الأركان المشتركة
• مدير المخابرات المركزية
بالإضافة إلى عدد من المستشارين يختارهم الرئيس :
– مساعد الرئيس لشؤون الأمن القومي
– مستشار الرئيس للسياسة الخارجية
– نائب وزير الخارجية
– رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض
– وسكرتير هيئة موظفي البيت الأبيض.
ولك أن تعلم عزيزي القارئ أنه على الرغم بأن هذا المجلس هو أهم جهاز يتخذ رسمياً القرارات المهمة في الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن هناك مطابخ يتم فيها إعداد الدراسات التي تسبق إصدار القرار مثل :
• مجلس العلاقات الخارجية
• مؤسسة بروكنج للأبحاث
• لجنة التنمية الاقتصادية
• مؤسسة راند للأبحاث
• معهد هيدسون للأبحاث
• أدوات المخابرات المركزية
• دوائر مكتب التحقيقات الفيدرالي
ولك أن تعلم عزيزي القارئ أن تلك المجالس التي ذكرت أعلاه تضم الشركات الكبرى، والمؤسسات الصناعية متعددة الأنشطة، والبنوك، والمؤسسات الصحفية، ورجال القانون، والشخصيات الإعلامية التي تعد الرأي العام داخل وخارج الولايات المتحدة لأحداث التغيير المطلوب.
خلاص كده القرار يطلع؟
ليس بعد يا سادة يا أفاضل إذ أن هناك مرحلة أخيرة هي مرحلة اللجان الخاصة التي يشكلها الرئيس لتقدم دعماً إضافياً في تقرير ما انتهت إليه معاهد الأبحاث ومجموعات التخطيط.
خلاص كده نمشي اليمن؟
ليس بعد يا سادة، فلا بد من طرح (الموضوع) على الشارع الأمريكي وذلك عن طريق اختيار عينات عشوائية (للتأكد وكده)، ثم بعد ذلك تظهر تلك القرارات في شكلها التشريعي على هيئة قوانين !
بالمناسبة القصة جايبا ليها كمان (إيران) وما أدراك ما (إيران) فقد صرح الفريق أول (حميدتي) عند لقائه بولي العهد السعودي مؤخراً مؤكداً (وقوف السودان مع المملكة ضد كل التهديدات والاعتداءات الإيرانية) !
كسرة :
طيب شاور ليك نفر نفرين؟.. مشكلتنا مشكلة !
كسرة ثابتة :
فليستعد لصوص هيثرو وبقية اللصوص!
كسرة (حتى لا ننسى):
أخبار لجنة التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنووو؟