صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مستر (نو) !!

9

بالمنطق

صلاح الدين عووضة

مستر (نو) !!

 

* هكذا سماني بعض الثوار..
* فأنا – حسب رأيهم – كنت أعارض الإنقاذ..
*حتى إذا ما ذهبت الإنقاذ هذه – الآن – فأنا (لسه) أعارض..
* تماماً كما الشيوعي ذاك – في الطرفة – الذي نجا من الغرق إلى جزيرة نائية..
* فسأل نفراً من أهلها إن كانت لديهم حكومة..
* فلما أجابوا بالإيجاب صاح فرحاً: خلاص تمام…أنا معارض منذ هذه اللحظة..
* وللغرابة فإن الشيوعيين – عندنا – مازالوا يعارضون أيضاً..
* وفي غرابة أشد فإنني أجد نفسي داخل خندقهم هذا ذاته…بمحض الصدفة..
* فمعارضتهم هذه (بالمنطق)…وتخوفهم في محله..
* وقمة المنطق أن يبصر المرء ما لا يبصره الكثيرون… فالمقدمات تقود إلى النهايات..
*هكذا هو المنطق الرمزي… والصوري… والسياسي كذلك..
* لا منطق الـ (لا) منطق الذي ظل ينتهجه كثير من إعلاميي الإنقاذ… ومنهم إسحاق..
* فإسحاق هذا أثبتت الأحداث ــ الآن ــ أن كل حديثه (فشنك)..
* لا قوة تدبير… ولا عبقرية تنظير … ولا مسرحيات ظاهرها الغباء وباطنها الذكاء..
* بل بدا كل شيء ــ واحد ــ غبياً جداً؛ منذ لحظة السقوط المدوي..
* فقد آمن كثيرون منهم بمقولة (لن نسلمها إلا لعيسى)… وما من عيسى أصلاً..
*ولكن ــ وإحقاقاً للحق ــ أبصر قليلٌ منهم ما عمي عن غالبهم..
*منهم من كان سابقاً؛ كالجميعابي… وغازي صلاح الدين… وأمين حسن عمر…
* ومنهم من جاء لاحقاً؛ كأحمد عبد الرحمن… وربيع عبد العاطي..
* ومما قاله أحمد عبد الرحمن هذا: (لقد سقطنا منذ لحظة انقيادنا لشخص واحد)..
* كل الإسلاميين ــ عدا قلة ــ انساقت وراء البشير..
* فهو ما يريهم إلا ما يرى… وما يهديهم إلا سبيل الرشاد؛ وهكذا يُصنع الطغاة..
* ونحن نستخدم كلمة (نو) الآن منعاً لصناعة فرعون آخر..
* فلا قداسة إلا للأفكار… والسياسات… والمواثيق؛ وللثورات فراعينها أيضاً..
* وميثاق الثورة الدستوري تم خرقه قبل أن يجف حبره..
* قيل لا محاصصة… فإذا بالمحاصصة تبدأ مع بداية الاختيار للمجلس السيادي..
* فإن قلنا (نو) صيح فينا بغضب: أنتم (مستر نو)..
* وكذلك حين انتقدنا القدرات التفاوضية للذين انبروا لهذه المهمة من الثوار..
* وأيضاً عندما قلنا (نو) لطول خطاب الأصم..
* فـ (طول) عمر الإنقاذ ظللنا ننتقد (طول) خطبها السياسية الجوفاء… بلا معنى..
* فمن سمات الديمقراطية (الحقة) قلة الكلام… وكثرة العمل..
* وفي الديمقراطيات العالمية الراسخة لا أحد يتكلم كثيراً… حتى يمل المستمعون..
* فهم يعملون بحكمتنا المهملة (خير الكلام ما قلَّ ودلَّ)..
* وسوف نظل نقول (نو) متى رأينا اعوجاجاً يستحق التقويم… فلا بشير جديد..
* ولكن (مستر نو)!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد