بحلول التاسع عشر من مارس ستدخل الاحتجاجات السودانية شهرها الثالث دون أن تفلح الإجراءات الأمنية أو حالة الطواريء التي فرضها الرئيس السوداني عمر البشير الجمعة 22 فبراير في الحد منها..
ولمارس هذه المرة في الاحتجاجات طابعٌ مختلف، إذ خصص تجمع المهنيين السودانيين عبر صفحته بالفيس بوك الـ(7) من مارس يومًا للمرأة السودانية داعيًا إلى الخروج في مواكب تحيةً لنضالات المرأة السودانية عبر التاريخ، ويقول عضو تجمع المهنيين محمد الأسباط في حديث لـ(باج نيوز): تأتي الدعوة لموكب 7 مارس تقديرًا لدور النساء في بلادنا وتكريمًا لهن باعتبارهن من قادة ثورة الحرية والتغيير التي قدمن فيها نضالات رائعة ودفعن الثمن غاليًا ومازلن في مقدمة الصفوف.
وتزينت صفحات العديد من الناشطين ورواد مواقع التواصل الإجتماعي بصور لنساء خرجن في المواكب منذُ بدء الاحتجاجات، وصورٌ أخرى للسياسية السودانية وأول سيدة تنتخب كعضو برلمان في الشرق الأوسط في مايو 1965م، ومن أشهر الناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة فاطمة أحمد أبراهيم وكُتب على بعض الصور “الأطفال يا فاطمة بغنو الأفراح لابد من ترجع الأطفال يابنية.. بغنو الأفراح لابد من ترجع الأحلام الدونك فاتت لو واصلنا صباحا بيطلع”.
الثوب الأبيض
تتزامن دعوة تجمع المهنيين السودانيين لمواكب تحيةً لنضالات المرأة السودانية مع اليوم العالمي للمرأة في الـ(8) من مارس.
يُذكر أن التجمع دعا في وقتٍ سابق لموكب في الـ2 من مارس وأرتدت بعضُ المتظاهرات الثوب الأبيض، أما في العاشر من فبراير إنطلقت مواكب إحتجاجية في إمدرمان متوجهةً لسجن النساء بأمدرمان، إستجابةً لدعوة تجمع المهنيين لمناصرة المعتقلات.
يُذكر أن الاحتجاجات التي إنطلقت منذُ التاسع عشر من ديسمبر كان للنساء فيها حضوراً لافتًا، وتعرض بعضهن للإصابة والاعتقال.
تقول مريم الزاكي إحدى المتظاهرات في حديثها لـ(باج نيوز) عن مشاركتها في الاحتجاجات: أخرجُ إيماناً بالقضية العامة وتنفيذاً لفقه الرسالة و اعتقاداً بأن لديّ ما أقدمهُ للثورة و لإكثار سواد الثوّار ومساندة بعضنا البعض.
وتطمح مريم في إسقاط النظام وإيجاد نظام بديل يعمل على تحسين الأوضاع المعيشية والتعليمية والصحية والسياسية.
وحول الدعوة لموكب الـ(7) من مارس تحيةً لنضالات المرأة السودانية كما دعا التجمع تقول الزاكي: إن كان من باب تشريف المرأة “كروح للثورة” وتكريمها على الدور العظيم الذي أدّته فيها فأنا سعيدة بذلك، وإن كان توضيحًا لتقدير السودان للمرأة فلا بأس أيضًا، وإن كان تخصيص الأسبوع تكريمًا لأنها البطلة في الثورة فهي ليست الوحيدة،كل الشهداء في هذه الثورة رجال، ومعظم قادة الثورة المعتقلين رجال، وفي المواكب نجد من إخواننا السند والحماية والتضحية بأنفسهم من أجلنا.
نساء رائدات
يزخر التاريخُ السوداني بالعديد من الشخصيات الرائدة في الحركة النسوية بالسودان والمسرح السياسي ومن تلك الشخصيات خالدة زاهر أول طبيبة سودانية من مؤسسات وقيادات الحركة النسائية السودانية كونت مع فاطمة طالب إسماعيل أول تنظيم نسائي في السودان، وناضلت من اجل المرأة السودانية بالداخل والخارج، عضو مؤسس لجبهة الهيئات التي تكونت إبان ثورة أكتوبر1964م.
ويبرز أيضًا إسم السريرة مكي عبد الله الصوفي شاعرة، وفنانة تشكيلية من مواليد أم درمان حي الهاشماب وهي صاحبة تصميم علم الاستقلال.
وفي القضاء كانت احسان فخري أول امرأة سودانية تتولى منصب قاضي وأول قاضية في المنطقة العربية.
وتحضرُ من الأسماء أيضًا سعاد الفاتح البدوي من مواليد الأبيض عملت مستشارة لمنظمة اليونسكو لتعليم البنات بالسودان، انضمت لجماعة الإخوان المسلمين في أوائل عام 1950 لتكون بذلك من بين أوائل النساء المنتسبين لها، كما انضمت إلى الجبهة الإسلامية الوطنية ولعبت دوراً كبيراً عام 1980 خلال سنّ الجبهة لبعض المصطلحات في الهيئة التشريعية الوطنية، عملت في برلمان عموم أفريقيا.
أين هي من السياسية..؟
الناشطة في حقوق المرأة والصحفية أمل هباني وخلال حديثها لـ(باج نيوز) أكدت أن المرأة السودانية بكل فئاتها وسحناتها امرأة عظيمة وفاعلة جداً ولديها المقدرة على الفعل وحلحلة المشكلات، إلا أن وجودها في الساحة السياسية ضعيف ولا يتناسب مع تعاظم دورها ومسؤلياتها في الحياة الاجتماعية والأسرية، كما أن دورها في صناعة القرار المتعلق بإدارة الدولة ضعيف ويتعمد النظام الحاكم اضطهادها وقهرها على حد قول أمل والتي تعتبر أيضاً أن القوانين والتشريعات بها تمييز وقهر مثل قانون النظام العام والأحوال الشخصية والحكومة ليس لديها أي برامج أو خطط استراتيجية لدعم مشاركة المرأة وتمكينها في الحياة السياسية.
ورأت أمل أن الحراك النسوي الكبير والمؤثر في الثورة السودانية هذه الأيام هو دليل على ماقلته في البداية أن المرأة السودانية لديها مقدرات عظيمة على العمل رغم ظروف قهرها لسنوات طويلة
استدعاء التاريخ
تتعدد الأسماءُ ولا تُحصى لكنها تطل اليوم عبر مواكب تجمع المهنيين الذي تسير فيه عُدة مواكب، فمن أم درمان إلى منازل رائدات الحركة النسوية لتكون نقطة التجمع بيت المال من من أمام منزل حجة كاشف، مرورًا بمنزل خالدة زاهر وانتهاءً بمنزل حجة العازة، أما موكب جامعة الأحفاد فيمر بمنزل فاطمة أحمد أبراهيم، وبقية المواكب تمر بمنزل السريرة مكي الصوفي.
أما مواكب بحري فتتجه إلى منزل إحسان فخري، ثم موكب آخر إلى منزل أحلام والدة هزاع عز الدين أحد شهداء سبتمر 2013م.
ووفق بيان التجمع فإن الهدف من المواكب هو الاحتفاء بدور المرأة التاريخي والتأكيد على تصدرها المشهد السياسي والإجتماعي جنبًا إلى جنب مع الرجل.
يُذكر أنهُ تعرضت العديد من الصحفيات، والناشطات وعضوات أحزاب معارضة للاعتقال والعنف اللفظي والجسدي خلال الاحتجاجات الأخيرة، وفي الوقت الذي لا توجد به تقدير لعدد النساء المعتقلات منذ اندلاع الاحتجاجات إلا أن منظمات قدرت أن عددهن يتجاوز المئة معتقلة.
أما من أبرز الأسماء بحسب الأسباط د. آمال جبر الله د. احسان فقيري أ. خالدة صابر والعشرات من النساء خلف القضبان.