راجت الاخبار عن بروز خلافات تستبق انطلاق مؤتمر باريس لدعم الاقتصاد السوداني المقرر انعقاده منتصف مايو الجاري والذي يهدف الى إعفاء السودان من ديونه وإعادة إدماج السودان في المنظومة الدولية وتشجيع الاستثمار والتدفقات المالية عبر البنوك ورجال الأعمال الامر الذي سيفتح الكثير من آفاق الاستثمارات الجديدة التي ستعود بالفائدة على السودان من خلال التنمية والإصلاح الاقتصادي
ولكن قبل قيام المؤتمر إتهم عدد من رجال الاعمال وأصحاب العمل المركز الأوروبي في الخرطوم بأنه يحاول تغييب وإبعاد رجال الأعمال وأصحاب الشركات المعروفة وانتقاء مجموعة محددة للمشاركة في مؤتمر خاص يعقد على هامش ملتقى الاستثمار بباريس.
وبالرغم من ان مستشار المركز الأوروبي وضح أن مركزهم يتخذ من باريس مقراً، وأنه يعمل على قضايا السلام والنازحين وقضايا جلب الاستثمار والاقتصاد منذ أن تفجرت الثورة ، الا أن الخلافات الحالية نشأت حول بعض المسئولين من اللجان التسييرية، والذي يراهم البعض انهم لا ينتمون الى قبيلة رجال الأعمال وليس لهم أعمال وحاولوا اختطاف العمل لصالحهم.
وجاءت الاخبار انه ومع اقتراب موعد المؤتمر، برزت على السطح خلافات حادة بين اتحاد أصحاب العمل الذي يضم عدداً من شركات القطاع الخاص والسكرتارية المنظمة للمؤتمر، وحاول المبعوث الفرنسي التدخل لتسويتها.
كما ان هناك بعض الاحزاب التي إنتقدت مشاركة بعض رجال الأعمال الذين يشاركون في مؤتمر باريس وهم من أهم رجال الاعمال في عهد النظام البائد بل من الذين عملوا ضد الثورة وعرقلوا عملية سير الاصلاح الاقتصادي في السودان وتسببوا عبر شركاتهم في زيادة وفوضى الاسعار في الأسواق يشاركون في المؤتمر بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك وحكومته التي كانت ومازالت تتحدث عن بقايا النظام المخلوع الذين يسيطرون على مفاصل الاقتصاد.
لكن القضية أصبحت ليست في الماضي والحاضر ومايمتلكه بعض الاقتصاديين في حكومة المخلوع لكنها تكمن في ان الحكومة تريد ان تمنحهم المستقبل أيضاً.
وناشدنا عبر هذه الزاوية قبل شهور ان الحكومة لابد من أن تستفيد من تجربة المؤتمرات السابقة حتى يحقق مؤتمر باريس أهدافاً حقيقية وجوهرية ونتائج أكبر تنعكس على واقعنا وتدعم الاقتصاد اولاً دعماً حقيقياً بعيداً عن اللافاتات والمكاسب السياسية، ولكننا ماكنا ندري ان الحكومة ستسمح بهذه الاخطاء الغائرة وخلق حتى تخيم غيوم الخلافات قبل بداية المؤتمر ، الامر الذي يجعل المبعوث الفرنسي يتدخل لحل خلافات المنظمين ورجال الاعمال، ومؤتمر بدأ بالخلافات منذ الآن وتنعدم فيه الثقة بين الاطراف السودانية ولاتوجد هارموني بين اللجنة المنظمة ورجال الاعمال، والكلمة فيه لكبار رجال الاعمال الذين ينتمون للنظام البائد ،كيف تكون نتائجه.
فهل سيتلافى رئيس مجلس الوزراء هذا الذي يحدث لحصد ثمار المؤتمر ، ام انه سيظل يزرع ويأتي غيره ليسرق جهده في موسم الحصاد !؟.