الشاب عبدو فى مقتبل العمر ما زال فى بهو الشباب أبت روحه الا وان يكون جزءاً اصيلاً لثورة الشعب المجيدة فكان ان شارك بحماس فى الثورة أبدى كل ما لديه من نخوة وشجاعة ورجولة سودانية متأصلة ومتجذرة، وفى الثامن من رمضان كان عبدو احد حراس الترس الحراس الذين شاءت الاقدار ان يلقى بعضهم حتفه رمياً بالرصاص ولكن شاءت الاقدار ان تكتب له النجاة ولكن بمعاناة لا يعلم مداها سوى الخالق . فى الثامن من رمضان وعقب الافطار دارت احداث الترس واطلقت النيران وقتها لم يقف عبدو مكتوف الايدي فقد شاهد طفلة صغيرة تحاول الركض عبثاً وهى تسقط تارة وتنهض تارة اخرى بينما والدتها قد فرت من وجه الموت فقرر (عبدو) برجالة وبطولة بعد ان دارت مشاهد طفليه الصغيرين برأسه ان يحمى الطفلة كيف لا وهو أب وتنتابه مشاعر الابوة والحنان الدفاق ازاء الاطفال، قام الرجل وركض صوب الطفلة ليبعدها عن محيط الرصاص وعن طريق تلك العربة التاتشر الثائرة ولكن انتاشته طلقة قصمت ظهر الابوة والحنان وسقط ارضاً .
ركض صوبه الثوار الشباب ذوو الدماء الحارة الذين كانوا يحملون اكفانهم فى حقائبهم ركضوا صوبه وحملوه على متن عربة اسعاف سارعت به صوب التدريب المهنى، ولكنها كانت مراقبة فقام الشباب بعملية تمويه وانزلوه منها وحملوه على متن عربة اسعاف اخرى لتشق صمت الظلام متجهة الى رويال كير .
اسعف عبدو الى داخل المستشفى وادخل العناية المكثفة ولكن فى اليوم التالى مساءً شعر المدير الطبي ان هنالك خطورة على حياة الثائر الشاب فقام باخلاء فراشه وحمله الى غرفة مجهولة عبارة عن مخزن وظل يقدم له المعونة الطبية الى ان زال الخطر وبعد يومين اعيد للعناية المكثفة وامضى بها ثلاثة ايام ثم نقل الى غرفة أخرى .
تم نقل عدد من الثوار المصابين للعلاج بالخارج الا ان الشاب عبدو كان فى كل مرة يتم تجاوزه فشعر بألم بالغ وقرر الخروج من المستشفى لان جرحه النفسي كان اقوى من جرح جسده وطالب الطبيب باخراجه خاصة انه وجد ان رفاقه وجدوا العناية اكثر منه لسبب لا يعلم عنه شيئاً ..
ما لا تعلمونه اعزائي القراء ان عبدو اب لطفلين وهو الان طريح الفراش ستسألون لماذا هو طريح الفراش سأقول لكم ان اصابته كانت بالغة وان الرصاصة التى اطلقت صوب اعلى فخذه فعلت فعل السحر باعضائه الداخلية تلك الرصاص القاتلة سببت كسراً فى الحوض وليتها وقفت عند ذلك ولكنها شقت طريقها لتخترق الخصية وجميعكم تعلمون ماذا يحدث حينما يصاب عضو حساس مثل هذا لدى الرجل، ومضت الرصاصة وكأنها قد تلقت تعليماتها مسبقاً وقامت باصابة المثانة وعطلت احد الاعصاب الرئيسية للقدم وحالياً صاحبنا يحمل كيساً مثبتاً على اسفل بطنه المثقوب وهو عبارة عن مثانة متنقلة وحالياً تأذت اعضاؤه التناسلية اذى بالغاً كما اصيب الرجل بشلل فى قدمه اليمنى وباتت حركة قدمه اليسرى صعبة نوعاً ما وما زال الرجل يطلب العون الطبي ولكن للاسف لا احد يقدم يد العون لثائرنا الذى ضحى بحياته من اجل انقاذ طفلة ومن اجل حماية الترس وضحى بحياته من اجل ان تخرج الثورة بشكلها الاخير فماذا انتم فاعلون لاخيكم .
هنالك خفايا واسرار ذكرها اخونا الشاب عبدو سنذكرها لاحقاً ولكنه الان لا يملك مأوى ويعيش هو وطفليه حارساً لمنزل بام درمان وما زالت حالته الطبية متأزمة ولا جهة تقدم يد العون او المساندة لا احد يريد ان يتكفل بعلاجه او بمؤنة اطفاله فلماذا ينطبق علينا حديث ان الثورة تأكل ابناءها ونحن من طبقنا شعار الثورة للجميع والجميع احرار وجميعنا اخوة فماذا انتم فاعلون ؟!