في مؤشر يقول مراقبون إنه يضع العملية الديمقراطية في السودان في خطر، ذكرت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن سودانيين حضروا إلى وسط العاصمة السودانية ليتظاهروا قبل يومين دعما للعسكر والتمسك بالشريعة، وذلك ردا على قوى الحرية والتغيير، التي تطالب بنقل السلطة إلى المدنيين بعيدا عن أي غطاء ديني.
وعلقت الصحيفة بأسلوب ساخر عن “رحلة منظمة” لهؤلاء (ركوب حافلات مع إفطار وصلاة وتظاهر)، فجيء بهم من الأرياف، ليهتفوا باسم العسكر والشريعة، ثم يهرعوا نحو الحافلات القديمة التي جاءت بهم.
ومتابعة لأحداث يوم أمس السبت وما رافقها من مواجهة دامية للمحتجين، قالت لجنة أطباء معارضة إن ما لا يقل عن 11 شخصا أصيبوا بالرصاص قرب موقع اعتصام في العاصمة السودانية الخرطوم.
وأنحت قوى الحرية والتغيير باللوم في العنف على المجلس العسكري الانتقالي، قائلة إنه جزء من خطة لإنهاء الاحتجاجات بالقوة، في وقت تزايد النفوذ السياسي لنائب رئيس المجلس العسكري، الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.
ووصفت القوى الرجل بأنه خطر على الانتقال الديمقراطي في السودان. وقال تجمع المهنيين السودانيين إن القتل والترهيب الذي وقع في شارع النيل ليس سوى مقدمة، لارتكاب مجزرة لإنهاء الاعتصام بالقوة.
وتزايدت التوترات بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف لجماعات الاحتجاج والمعارضة، التي تريد تسليم السلطة للمدنيين بشكل سريع، في وقت ادعى قائد المنطقة العسكرية المركزية بالخرطوم يوم الخميس، أن “ميدان الاعتصام أضحى غير آمن ويشكل خطرا على الثورة والثوار، ومهددا لتماسك الدولة وأمنها الوطني”.
المهم في هذا كلّه هو أن الحراك في السودان قد يبلغ قريباً منعطفاً بحسب ما يقوله مراقبون، خصوصاً في ظل ظهور دعم سياسي إقليمي للعسكر، كان محجوباً أو مستتراً في الفترة الماضية.
وما يثير الشكوك هو لجوء قوى الأمن إلى التعامل بحزم مع السودانيين، ما يوحي بأن الأساليب الخشنة، والدموي أحياناً، دخلت اللعبة. ربما يصح القول إن المرحلة القادمة التي سيعيشها السودان ستكون الأكثر حرجاً منذ الانقلاب ضد حكم عمر البشير.