صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لا يوجد عاقل يصدقهم

16

ماوراء الكلمات – طه مدثر

لا يوجد عاقل يصدقهم

(0) رفعت الأقلام وجفت الصحف ، والزمان استدار كيوم الزلزلة ، يوم التاسع عشر من ديسمبر المبارك ، حين زلزل الثائرين والثائرات ، عرش الطاغية المخلوع عمر البشير ،ورويداً رويداً ، أعلن الناعي سقوط الصنم (هبل البشير)من عل ، ولكن أراد البعض من الحالمين والطامحين والحمقى والمغفلين الوصول للسلطة عن طريق المخاتلة والمراوغة والخديعة ، فحاولوا الانقلاب على ثورة ديسمبر المباركة.(والتى تحتفل بعيد ميلاها الثالث وهي في ريعان شبابها) ، وذلك بدعوى إصلاح مسار الثورة ، وأن البلاد ذاهبة الى منزلق خطير ، وهي رواية معروفة وفكرتها مستنسخة ومستهلكة وحبكتها مكررة تم تداولها عشرات المرات وشخصياتها هذه المرة لا تملك الجاذبية والقبول من المتابعين.

(1) ولكن ارتد بصر الانقلابيين خاسئاً وهو حسير ، فالشعب كالمارد خرج من قمقمه رافضا لاي دعاوى لتقويض الحكم الديمقراطي والسلطة المدنية وعلى نفسه جنا المكون العسكرى ،وآن للهزيمة أن تحصد مازرعته.

(2) والحكمة تقول اذا سمعت أن جبلا تحرك من موقعه فصدق ، ولكن اذا سمعت أو رأيت أن العسكر ، يعملون ويسعون لإقامة حكم مدنى ، وانهم حريصون على استكمال التحول الديمقراطي في السودان ، فلا تصدق ، فكيف للديكتاتورية أن تسعى وتوافق على إقامة حكم ديمقراطي وسلطة مدنية؟

(3) فالمساحة جد شاسعة بين السلطة المدنية والسلطة العسكرية ، ومعلوم بالضرورة أن الديكتاتور لا يسمح للعقول أن تتغذى ، الا بما يقدمه لها من فتات لا يسمن ولا يغني من جوع.، والديكتاتور يحارب حرية الرأي والتعبير ، ويقيم مكانها اوهام وخزعبلات مريضة ،وان العسكر هم الضامن لوحدة البلاد ، واما العسكر أو الفوضى أو الطوفان!!.وكأنهم لا يقرأون من كتاب واحد ومتشابهة فصوله.بل يقرأون ويقفون على ذات السطر ، لا يتحركون عنه شبراً.

(4) وفي نظر العسكر الذى ران عليه كثير من الغشاوة ، يرون ان السودان لا يصلح لحكمه إلا العسكر ، وهكذا يجب أن يظل ولا يتبدل ابدا ، فالعسكر يرى أن الحرية بدعة والديمقراطية ضلال ، وحقوق الانسان رجس من عمل الشيطان ومعارضة العسكر داء وبيل والمدنية شرك عظيم.ولا اريكم إلا ما أرى..

(5) لذلك يجئ الاحتفال بذكرى ثورة ديسمبر المباركة ، والتى قدم فيها الشعب السوداني التضحيات العظام ، وسالت فيها جدول الدماء الطاهرة لتسقى شعارات الثورة. حرية. سلام عدالة ، يجئ الاحتفال ليؤكد أن الثورة ماضية لتحقيق غاياتها رغم الخوازيق والعوارض..ومهما استطال ليل الظلم.وتمدد حكم العسكر.فلا بد لـ(الليل) أن ينجلي ولابد لصبح السلطة المدينة والدولة الديمقراطية ان يشرق بالسماء واللهم احفظ السودان واحفظ ثورة ديسمبر المباركة…!!

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد