صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كرم الله عباس.. منتج انقلابي آخر

17

بشفافية – حيدر المكاشفي

كرم الله عباس.. منتج انقلابي آخر

مما صار معلوماً بجملة من الشواهد والحيثيات، ان انقلاب البرهان حميدتي، تم التمهيد له بسلسلة من الترتيبات والمراحل، وكانت كل تلك المراحل مجتمعة تستهدف اظهار الحكومة المدنية القائمة بالضعف والهشاشة وسؤ الادارة، لتزهيد الناس فيها مما يهيئ الأجواء للانقلاب القادم، ويمنحه المبرر والقبول، من تلك المراحل حالة الانفلات الأمني التي شهدتها العاصمة ومدن اخرى، حيث نشط المتفلتون المعروفون باسم (تسعة طويلة) ومجموعة النيقرز اصحاب السواطير، في ممارسة أعمال نهب وسلب واسعة ارعبت المواطنين والحقت الاذى باعداد منهم، والغريب المثير للشك ان يحدث كل هذا الانفلات الامني دون ان تتصدى له القوات النظامية بما يفترض من جهود تلجمه، بل للغرابة كان هؤلاء المتفلتون يمارسون جرائمهم بكل راحة وارتياح ليس ذلك فحسب وانما من فرط ثقتهم بأنهم في مأمن من السلطات، كانوا يصورونها ويبثونها على مواقع التواصل، وبمثل هذه الجرأة ايضا كانت هناك عصابات تهاجم وتخرب ابار البترول غربيي البلاد، هذا غير غضهم النظر عن عملية اغلاق الميناء والطريق الرئيسي الذي يربط الميناء ببقية اجزاء البلاد، ورغم الكلفة الباهظة والمعاناة التي سببتها عملية الاغلاق للمواطنين، الا ان مخططي الانقلاب تعاملوا مع هذا الحدث وكأنه لا يعنيهم في شئ، ثم لا تنس حكاية الخلايا الارهابية بضاحية جبرا وغيرها، هذا اضافة ما قيل انه انقلاب يتزعمه اللواء بكراوي بمشاركة مدنيين، هذا الانقلاب الذي لم يدنه العسكريون وانما للعجب بدلا من ذلك شنوا هجوما كاسحا للمدنيين في الحكومة ومجلس السيادة، ولا تنس كذلك اعتصام القصر الذي أمه حتى الفلول، وعندما لم تفد شيئا كل هذه التكتيكات لاثارة الناس ودفعهم للتظاهر واسقاط الحكومة نفذوا انقلابهم الزاحف..

بعد أن سيطر الانقلابيون على البلاد واحكموا قبضتهم عليها، وجدوا انفسهم في ورطة من أمسك بأذني المرفعين، يصعب عليه اطلاقه ويستحيل عليه ان يظل ممسكا بأذنيه الى ما لا نهاية، اذ جوبهوا بمعارضة شرسة ودؤوبة، وادخلوا البلاد في عزلة ممتدة، وافقدوها كل المكتسبات التي تمت ما قبل الانقلاب، وصارت الأوضاع العامة تسؤ يوما بعد يوم، فجعلهم جحر الضب هذا الذي أدخلوا انفسهم فيه وادخلوا معهم البلاد قسرا، يلجأون الى تكتيكات جديدة كتلك التي مارسوها تمهيدا للانقلاب، فعمدوا بمشاركة الفلول الى صنع واجهات جديدة سياسية ومدنية وأهلية وشعبية ودينية، ومن هذه الواجهات الجديدة نذكر مجموعة (سودانيون من اجل السيادة) و(لجنة الحكماء) و(مؤتمر الادارة الاهلية والطرق الصوفية)، وحزب كرم الله عباس المصنوع، وكل هذه الواجهات الهلامية المزيفة المصنوعة هدفوا من ورائها لشرعنة الانقلاب وتوطيد أركانه، فمن هو كرم الله عباس الذي هدد وتوعد الثوار واشاوس لجان المقاومة بالسياط والجلد، ووصف شهداء الثورة بأنهم ليسوا شهداء وأوشك ان يقول بل هم فطساء، وما ينبئكم عن كرم الله مثل خبير، ولهذا سأترك الزميل الصحفي عبد الماجد عبد الحميد رفيق كرم الله في الحزب والحركة قبل ان يطرد من الحزب والحركة والولاية بارغامه على الاستقالة منها كلها، اذ كتب عبد الماجد مقالا في (الانتباهة) تحت عنوان (كرم الله عباس..سقوط القناع والعمامة)، يعري فيه الرجل ويكشف حقيقته، وسأورد هنا بعض مقتطفات من المقال ومن أراده كاملا سيجده في أرشيف الانتباهة أو قوقل،

يقول عبد الماجد ووقتها كان كرم الله يشغل منصب والي القضارف (وضع والي القضارف أنصاره ومؤيديه وأصحابه في الوسط الصحفي والإعلامي في موقف أقل ما يقال عنه إنه محرج ومؤسف..ولو وجد هؤلاء مدخلاً ومخرجاً من مكان مخاطبة الوالي المتهور لجماهير القضارف أول أمس لخرجوا حتى يحموا أسماعهم من صدى كلماته البذيئة وعباراته التي خدشت حياء حرائر القضارف ومنهن نساء كريمات من قيادات وعضوية حزب المؤتمر الوطني..بل إن الرجل مضى في جنونه ليقول بالصوت العالي إن هناك ممارسات لا أخلاقية حتى داخل حزب المؤتمر الوطني متهماً بعض أعضائه بممارسة أفعال قوم لوط، وحدد أماكن بعينها تترك مفتوحة الأبواب لهؤلاء المنحرفين، حاول الأخ عمر كابو ومجموعة من الذين أشرفوا على دعوة الأخوة الصحفيين لزيارة القضارف، حاولوا التخفيف من صدمة حديث واليهم فطلبوا من موفدي الصحف التعامل مع حديث الوالي في حدود مكان الاحتفال وألا يحمِّلوه أكثر مما يحتمل..علماً بأن كرم الله عباس وجه شتيمة لاذعة للجميع..سعيد أنا بالحرج الذي أوقع فيه كرم الله عباس أصحابه وأولهم الأستاذ عمر كابو الذي ظل يطلب منا ضبط النفس وتجاوز الهجوم على كرم الله عباس باعتباره أخا مسلماً طيِّب الدواخل.. وزول ود بلد..لكنني ظللت على طول الخط أقول للأخ كابو إن صاحبك رجل يعاني من مس وهوس عظمة لا مكان لها من الإعراب..وقلت له إن صاحبك هذا لايصلح أن يكون رجل دولة ولن يفيد أهل القضارف في شيء..حيث قلت بالصوت الواضح جدًا إنه لايصلح أن يكون والياً على الناس ومكانه الذي يسر له أن يبقى بعيدًا عن القيادة وقريباً من مسرح التهريج في الأماكن والمنتديات العامة!! ..حزين أنا لحال نخب وجماهير القضارف الذين منحوا ثقتهم لمن لايستحق..وهاهو يفجعهم بحديث توارت منه النساء خجلاً وأصم الأتقياء والأنقياء آذانهم عن سماعه فهذا رجل لن يتعلّم..ليس لأنه لم ينل تعليماً فوق الثانوي العالي كما قال..بل لكونه يفتقد شروط ولاية العبد على العباد..هذا هو كرم الله عباس..رجل صعد على منصة الحكم لأن الله يؤتي الملك من يشاء..وينزعه عمن يشاء)..اذن هذا هو كرم الله الذي نبذه وطرده شر طردة جماعته في النظام البائد، فهل تراه يصلح لشئ في زمان الثورة..يا للغباء..

                                                                           &&&&&&

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد