ذكرت صحيفة “صن” البريطانية، أن آلاف الأطفال في القارة السمراء يتعرضون للنصب، ويصبحون ضحايا شبكات للإتجار بالبشر، بسبب وكلاء كرة مزيفين، يوهمونهم بالانضمام إلى أندية إنجليزية بارزة. وينشط بعض المحتالين على شبكات التواصل الاجتماعي لاستقطاب الأطفال الموهوبين كرويا، ويطلبون من عائلاتهم مبالغ كبيرة مقابل إرسالهم إلى بريطانيا ودول أوروبية أخرى. ويستغل النصابون وجود نجوم أفارقة مرموقين في الأندية الأوروبية لإيهام عائلات الأطفال بإمكانية خوض تجارب مماثلة، لكن الحلم غالبا ما ينتهي بكابوس مروع. فحين يدفع أهالي الصغار الأموال، يتم أخذهم إلى دول مجاورة أو بعيدة، بذريعة أنهم سينتظرون هناك صدور تأشيرة السفر، لكنهم يجدون أنفسهم عالقين بدون وثائق تثبت هويتهم، أو أموال تعيدهم إلى موطنهم. وفي هذا المأزق، يتم إجبار الأطفال على امتهان الدعارة أو الاتجار في المخدرات، وفي حالات أخرى يجد الأطفال أنفسهم وقد باتوا عبيدا فيما كانوا يتطلعون إلى النجومية الكروية والرواتب المجزية. وبحسب تحقيق نشرته “صنداي بيبل”، يستهدف المتاجرون في البشر، 15 ألف طفل سنويا من خلال اللجوء إلى حيل النصب المذكورة. وأوضح رئيس قسم الأمن في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو عنصر سابق في الشرطة الدولية “إنتربول”، كريس إيتون، أن آلاف الأطفال يقعون في فخ هذه الحيلة سنويا. وأضاف أن الأطفال يتلقون وعودا للالتحاق بأندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما دفع عدة أندية إلى إطلاق حملات للتوعية، ولكنها لم تتم في إطار تنسيق مع اتحاد الكرة الإفريقي. وسردت الصحيفة البريطانية قصة نيجيري إندريو جيرالد، الذي حصل على وعد من أحد وكلاء الأندية بضمه إلى فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو ما جعل عائلته الفقيرة توفر له 700 جنيه إسترليني. وسافر جيرالد الذي كان يلعب في نادي لاغوس النيجيري، إلى السنغال حيث طلب منه الانتظار لمدة أسبوع ريثما تصدر التأشيرة، ويسافر بعدها إلى رومانيا في مرحلة اختبارية أولى. ولم يتلق الفتى الحالم أي تأشيرة، كما لم يستعد جواز سفره، ولذلك قضى 14 عاما وهو عالق في العاصمة دكار، ولم يستطع مغادرة البلاد إلا بصعوبة بالغة.