:: ومن أخبار الأمس، احتجاجات بالخرطوم بحري، ثم ما يلي بالنص القائل: تصريحات الدكتور الفاتح عزالدين لا تمثل السياسة الرسمية للدولة، ولم تصدر عن المتحدث الرسمي لحزب المؤتمر الوطني.. وعليه، فإن )الشينة منكورة(، ومن الطبيعي أن يصف الحزب الحاكم حديث كادره القيادي الفاتح عزالدين بالموقف الشخصي، ولا يمثل الحزب، أو كما وضح محمد المصطفى الضو، نائب رئيس القطاع السياسي بالحزب الحاكم، لصحيفة )مصادر(!
:: فالقيادي بالحزب الحاكم الفاتح عز الدين كان قد )هَرَّج كثيراً(، ثم هدد بقطع رقاب من يحتجون، ولم يفعل أي شيء لمن خرجوا – تحت سمعه وبصره – بالخرطوم بحري، ولن يفعل.. وكما تبرأ حزبه من تصريحاته )الشتراء(، كان يجب أن يكون هناك عدل يتساوى أمامه الفاتح عزالدين وكل من يتم القبض عليهم بتهمة التهديد وإثارة الفتن وغيرها من مصادر المخاطر، ولكن هذه المساواة لم – ولن – تحدث.!
:: وما كان يجب أن نسترق السمع لحديث عز الدين، أو نتأثر به لحد الغضب، فالرجل من النوع الذي يتكلم ما يمكن وصفه بالـ )كلام ساكت(، أي لا معنى لحديثه ولا جدوى ولا تأثير.. وهذا التهريج ليس الأول، إذ خرج قبل سنوات للناس – وكان رئيساً للبرلمان- قائلاً بالنص: )سيأتي يوم لن يجدوا فيه أحداً يقبل الصدقة في السودان(، هكذا وعد الناس والبلد بولاية الجزيرة في )ذات كذبة(.. ولحسن حظه لم يحدد الموعد الذي يتساوى فيه كل أهل السودان في السخاء والرخاء لحد رفض الفقراء والمساكين للصدقات، بل ترك الموعد لذمة التاريخ حين قال )سيأتي يوم(.. ربما يأتي هذا اليوم، ولكن ليس في حال أن يكون عز الدين )مسؤولاً(!
:: وبالمناسبة، ليس وحده، كان قد سبقه بعد نيفاشا مباشرة، علي عثمان محمد طه بالنص: )أجمل أيام السودان لم تأتِ بعد(، فوثقته مجلة الخرطوم الجديدة التي كان يرأس تحريرها الأخ الطاهر حسن التوم.. ثم جاءت أيام نيفاشا، وما بعدها، وفقدنا الجنوب.. ثم انتقلت الحرب إلى جنوب جديد، أي جنوب كردفان والنيل الأزرق.. وقبل هذه وتلك، اشتعلت دارفور.. ثم ارتفع معدل الموت والنزوح واللجوء والفقر والديون في بلادنا لحد اللامعقول.. فهل ما نحن عليه نحن اليوم من ضنك واحتجاج وصفوف هو أجمل الأيام التي وعدنا بها علي عثمان؟.
:: وعلى كلٍ، عندما يحاضر عز الدين الناس – بصفة قيادي – نتذكر )واقعة موثقة(.. قبل سنوات، تقدم المواطن الدكتور الفاتح عزالدين بطلب للمجلس القومي للصيدلة والسموم، للسماح له بإستيراد واستخدام أجهزة طبية مستعملة في المركز التركي الخاص به، بصفته رئيس مجلس إدارة المركز، ورفض المجلس طلبه، ولكنه – رغم الرفض – نجح في استيراد واستخدام الأجهزة، فانتبهت السلطات إلى المخالفة، وأمرت المركز بالتخلص من الأجهزة، وذلك من أجل سلامة المواطن.. ليبقى السؤال، هل تخلص الفاتح عزالدين ومركزه من الأجهزة؟، وهل اعتذر للناس والقانون؟، أم صارت مخالفة القانون – والتلاعب بصحة الناس – من صفات )القيادي(؟.