لقد كتبنا منذ بداية تكوين هذا المجلس العسكري بأن الأجندة التي سوف يقوم بتنفيذها لا تخدم الثورة التي انتظمت البلاد وأسقطت حكم الإنقاذ ونستطيع أن نقول صادقين إن هذا المجلس لم يقم بشيء إيجابي واحد يصب في مصلحة الثورة طيلة وجوده بل على العكس تماماً فإن كل ما قام به وسكت عنه يوضح أنه (العدو رقم واحد) لهذه الثورة.
لقد كان من الواضح منذ اللحظة الأولى أن هذا المجلس امتداد للنظام السابق بحسب أن أعضائه هم أعضاء اللجنة الأمنية التي أشرفت (فعلياً) على فض التظاهرات وقتل وإصابة المتظاهرين، غير أن هذا الشعب ربما (لطيبته) أو لاحترامه لمؤسسته العسكرية وتأريخها الناصع قد ضرب بتلك الحقيقة عرض الحائط معطياً الفرصة للمجلس وفاسحاً له الطريق من أجل تسليم السلطة والتحول إلى دولة مدنية قادرة على بسط القانون و محاسبة الجميع ولكن بدلاً عن ذلك إذ بالمجلس يمارس اللف والدوران والكذب والخداع بل وترتكب تحت سلطته أفظع مجزرة بشرية شهدتها البلاد في تأريخها !
الطيبة وحسن النية التي تعاملت بها الجماهير وهي تستصحب الماضي المشرف للقوات المسلحة السودانية هم جميعاً قد أسهموا في تضليل هذا الشعب وتدعيم ثقته في هذا المجلس (الذي لا يستحي) هذه الثقة التي لم تكن في مكانها كما أثبتت الأيام فها هو المجلس يراوغ ويماطل ويمارس الكذب واللف والدوران ويعمل على تقوية نفوذه من خلال شراء الذمم وشق صف الثوار وبسط قواته للتصدي لأي حراك جماهيري حتى وإن كانت ندوات يقيمها المواطنون لمناقشة الوضع السياسي الراهن والتفاهم حول سبل الخروج من هذا المأزق، ساعياً إلى إفشال أي محاولات للتوصل إلى حلول تفضي إلى استقرار البلاد .
العبدلله يعتقد جازماً بأن الأيام قد أثبتت بما لا يدع مجالاً لأي شك بأن أجندة هذا المجلس التي يعمل على تنفيذها ليس من بينها وضع الحصان أمام العربة لتنطلق بهذه البلاد نحو آفاق الدولة المدنية الديموقراطية، بل إن لديه أجندة سوف تكشف عنها الأيام القلائل القادمة بعد أن قام برفض الوساطة الإثيوبية بهذه الحجج الواهية .
والحال هكذا فقد كتب الله لهذه البلاد أن تسير في طريق وعر وصعب لا بد لهذا الشعب الأعزل المسالم أن يسلكه في سبيل نهضته وعزته ومن أجل مستقبل أجياله القادمة، هذا الطريق هو العمل الجاد من أجل انتزاع السلطة بقوة الحراك الثوري الجماهيري الذي أثبت نجاعته في إسقاط النظام الفاسد، هذا الحراك الثوري الذي يتوقع أن تبذل فيه المزيد من الأرواح والدماء، وهنا لا بد أن نتساءل إن كنا سوف نشهد انحياز ما تبقى من شرفاء (القوات المسلحة) وبقية الأجهزة النظامية الشريفة الحرة التي ترفض أن تكون في مقاعد المتفرجين بينما شعبها يعاني الذل والهوان والانكسار؟ أم سوف يتواصل (الاختفاء)؟
نعم لم يعد هناك خيار غير النضال من أجل ثورة منتصرة بإذن الله تستأصل كل هذه الأورام الخبيثة التي نمت وترعرعت في غفلة من الزمن، ثورة تستعيد لنا سوداننا المفقود الذي أصبح مرتعاً مستباحاً للفاسدين ومأوى للقتلة والمأجورين وقوموا إلى ثورتكم ينصركم الله.
كسرة :
المجد والخلود للشهداء ولا نامت أعين الجبناء …
كسرة ثابتة :
• فليستعد حرامية هيثرو وبقية القتلة واللصوص
• أخبار التحقيق في مقتل الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟