إنجاز نسوي جديد يحققه السودان في مسيرته نحو الديمقراطية بعد تعيين أربع وزيرات في الحكومة الانتقالية، أبرزهن أسماء محمد عبد الله التي حظيت بمنصب الخارجية، في حدث هو الأول من نوعه في السودان، والثالث على مستوى الدول العربية.
أول وزيرة خارجية في العالم العربي كانت الناها بنت مكناس من موريتانيا، وكذلك الثانية وهي فاطمة فال بنت أصوينع.
اللافت أن وزيرة الخارجية السودانية التي عينت الخميس، لم تكن ضمن الترشيحات الأولى التي قدمتها قوى الحرية والتغيير لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك للمنصب.
لكن إصرار الأخير على ضرورة التمثيل العادل للنساء وبقية أقاليم السودان في الحكومة الانتقالية، غلّب كفة أسماء على عمر قمر الدين الذي كان قاب قوسين أو أدني من تولي المنصب.
فمن هي أول وزيرة خارجية في السودان؟
وفق سيرتها الذاتية المنشورة في مصادر محلية سودانية، هي من أوائل السودانيات اللائي التحقن بالسلك الدبلوماسي في السبعينيات.
تدرجت في المناصب حتى وصلت إلى درجة “وزير مفوض”. وعملت نائبة مدير دائرة الأميركيتين في الخارجية.
كما عملت في عدد من سفارات السودان في دول بينها النرويج، وكذلك في البعثات الدبولماسية السودانية في ستكهولم والرباط.
أقصاها نظام البشير من الخارجية عام 1990، بموجب قانون “الفصل للصالح العام”.
إلى جانب وزيرة الخارجية، ضمت التشكيلة الحكومية الجديدة ثلاثة وزيرات أخريات هن:
انتصار الزين صغيرون، وزيرة التعليم العالي
عالمة آثار سودانية، وتعتبر صاحبة أول رسالة دكتوارة في الآثار في بلادها، حسب مصادر محلية تتحدث عن سيرتها الذاتية.
أسهمت في رصد أكثر من 33 موقعا أثريا أثناء بحوثها في حضارات السودان بما فيها ممالك كرمة وكوش ومروي.
لينا الشيخ محجوب، وزيرة العمل والتنمية الاجتماعية
خريجة جامعة الأحفاد للبنات حيث حصلت على بكالوريوس إدارة أعمال، وماجستير في الدراسات التنموية من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة.
ناشطة سودانية شابة، خريجة جامعية في مجال الهندسة، عارضت نظام الشير لعدة سنوات.
عملت في القطاع العام والخاص، والمجتمع المدني والكثير من المبادرات التطوعية.
عملت مستشارة لبناء القدرات في برنامج القادة الشباب السودانيين بمركز “جسر للتنمية”.
وانتخبت رئيسة للمجلس الاستشاري لشرق ووسط أفريقيا لزمالة القادة الشباب الأفارقة.
التقت الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من خلال برنامج “زمالة مانديلا للقادة الأفارقة”، في واشنطن حيث ناشدته رفع العقوبات الأميركية عن السودان.
يشار إلى أن السبق النسائي في أجهزة الحكم الانتقالية بالسودان، شمل أيضا عائشة موسى السعيد ورجاء نيكولا عبد المسيح كأول امرأتين تعينان في مجلس سيادة بالسودان.
وقد عبرت المتحدثة باسم تجمع المهنيين حاجة فضل كرنديس، عن سعادتها “نوعا ما” بالتمثيل النسوي في حكومة السودان. وقالت لموقع الحرة إن “المرأة السودانية ظلمت كثيرا في الحقب السياسية الماضية وخاصة في عهد البشير، لكن ما يحدث الآن يسهم في إعادة الثقة للمرأة السودانية، لكننا ما زلنا نتطلع إلى الأفضل”.
الناشطة النسوية مرافئ الحسن، أعربت عن ارتياحها لما حققته المرأة السودانية من إنجاز حتى الآن. وقالت لموقع الحرة “هذه خطوة أولى لكنا نطمح للأفضل وعيننا على المجلس التشريعي وبقية هياكل السلطة الانتقالية في السودان”.
يشار إلى أن الوثيقة الدستورية كرست 40 في المئة من مقاعد المجلس التشريعي كحد أدنى للنساء.