يبحث المتظاهرون في السودان بشكل دائم عن أساليب جديدة وغير تقليدية في مواجهة تشديد الإجراءات الأمنية من قبل النظام أمام حراكهم المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، الذي يسعى لإسقاط الرئيس عمر البشير.
تظاهرات ليلية شبة يومية، شعارات رنانة، ومواكب تضامنية، كلها وسائل يصفها تجمع المهنيين السودانيين القائد للاحتجاجات، بأنها ضرورية لتلافي القمع، وضمان استمرار الحراك الجماهيري.
الاحتجاجات السودانية كانت قد بدأت بسبب ندرة الخبز ومضاعفة أسعاره، لكنها ما لبثت أن انتقلت إلى مناطق أخرى، فقابلتها قوات الأمن بعنف مفرط، تسبب في مقتل عشرات الأشخاص واعتقال آلاف آخرين.
النظام قام مؤخرا بتعزيز قبضته الأمنية بفرض حالة الطوارئ فاعتقل مزيدا من المتظاهرين وحاكم كثيرين منهم بموجب هذا القانون، بعقوبات تراوحت بين السجن والجلد والغرامة.
وتقول المتحدثة باسم تجمع المهنيين نهى زين لـ “موقع الحرة” إن هذه الممارسات”لم ترهب المحتجين بل زادتهم إصرارا على مواصلة الحراك وتنويع أساليب الاحتجاج وصولا إلى مبتغاهم بإسقاط النظام”.
وهذه بعض الأساليب الجديدة التي استخدمها المتظاهرون في السودان:
تفعيل لجان الأحياء
استغل تجمع المهنيين السودانيين وسائل التواصل الاجتماعي بفاعلية كبيرة لتعزيز حراكه الجماهيري وزيادة الوعي العام للشارع السوداني، من خلال التنسيق الدقيق لمواعيد وأماكن انطلاق التظاهرات.
لكن مضايقات قوات الأمن، عبر قطع الإنترنت ومنع المتظاهرين من التجمع في الأماكن المعلن عنها، أرغمت المحتجين على البحث عن وسائل جديدة من أبرزها تفعيل التنسيق عبر لجان الأحياء،
وقالت زين إن ذلك الأسلوب أظهر “فعالية فائقة” في مباغتة أجهزة الأمن والحد من إمكانياتهم لتفريق المتظاهرين.
حملات مقاطعة اقتصادية واجتماعية
يعاني النظام من ضائقة اقتصادية فادحة كانت سببا في اشتعال الاحتجاجات.
وفي مسعى للضغط على النظام، نظم المحتجون حملات مقاطعة اجتماعية واقتصادية للشركات المحسوبة عليه.
وحسب ناشطين فقد أظهرت الحملة “مدى الترابط الشعبي” ضد نظام البشير.
مواكب متخصصة
مواكب الاطفال pic.twitter.com/hMZx384p0i
نظمت المعارضة السودانية حشودا تضامنية مع فئات الشعب الأكثر تضررا من سياسات النظام، فخاطبتهم مباشرة بإعداد مواكب تحمل اسمهم من أمثال مواكب العمال، والخريجين، والعاطلين عن العمل، والمفصولين، فضلا عن مواكب النساء والأطفال.
“تسقط بس”
بين كل تلك الآليات السلمية تتردد شعارات اختزلت مطالب الجماهير في شعار “تسقط بس ” وأخرى حملت أساسيات الدولة المدنية التي يطالب بها المحتجون مثل “حرية، سلام، وعدالة..الثورة خيار الشعب”.
وتقول المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين نهى زين إن “تسقط بس” التي تعني (يسقط النظام وانتهى الأمر) جاءت بعد “محاولات الالتفاف علي ثورة الشعب السوداني، مضيفة أنه ليس شعارا رنانا فارغ المحتوى بل إنه يحمل معاني عميقة و متجذرة لعبقرية هذا الشعب الذي عانى من وعود النظام و أكاذيبه”.
بالونات تحمل صور الشهداء
منظر حرفياً تقشعر له الابدان
بري الدرايسة ٢١/ مارس #تسقط_بس️ والله pic.twitter.com/gG96ek7oJO
تظاهرات ليلية
لجأ المتظاهرون إلى التظاهرات الليلية للاستفادة من عامل الظلام في السيطرة على الحراك وإرهاق الأجهزة الأمنية، وتم تنسيق تلك التظاهرات عبر الاستعانة بلجان الأحياء والمقاومة لمعرفتهم الدقيقة بدوائرهم الجغرافية.
“سودان بكرة”
في مسعى للوصول لعدد أكبر من السودانيين، قررت المعارضة إطلاق قناة تلفزيونية تبث أيضا على الإنترنت تحت اسم “سودان بكرة” للتعبير عن “الثورة والحرية والتغيير”، حسب تعبير المتحدثة باسم تجمع المهنيين السودانيين.
ومن المقرر أن تبدأ القناة الجديدة البث الخميس الرابع من نيسان/ أبريل، الثامنة مساء بتوقيت السودان.
اقرا الخبر ايضا من المصدر من هنا عبر موقع المشهد السوداني