* عمر زين العابدين يُسيّر على المجلس العسكرى الانتقالى .. نائب مدير جهاز الامن السابق وعضو المجلس العسكرى جلال الدين الشيخ يتصدر المشهد الدبلوماسى السودانى الخارجى .. مدير الشرطة الذى يدين بالولاء للنظام المخلوع يُرقَى الى عضو مكتب سيادى ليفتى ويقرر .. على الحاج الذى شارك في تقويض الشرعية الدستورية في 1989 وكان من القلة القابضة على السلطة حتى عام 1999، يسرح ويمرح ويدخل ويخرج (على كيفو) ويفاوض المجلس العسكرى ويقدم الترشيحات ويظهر في الفضائيات باريحية كبيرة، وبالمثل شريك الانقلاب والسلطة غازى صلاح الدين !!
* لا اثر في التلفزيون السودانى وبقية المحطات التى أنشئت بالأموال المنهوبة .. لثورة الشعب، ولا حتى اناشيد وطنية، ولا يزال نفس المذيعين الكيزان يطلون علينا بطلعتهم البهية وكضومهم المنفوخة كل يوم .. المذيع الذى أجرى اللقاء التلفزيونى مع (البرهان) هو نفسه الذى كان قبل سقوط المخلوع يستضيف المجرمين واللصوص لتهديد المتظاهرين، اسحاق احمد فضل لا يزال يكتب متوعدا ومهددا بسفك الدماء، الطيب مصطفى (ما مقصّر)، ونسيبه ضابط جهاز الأمن محمد حامد تبيدى الذى اذاق الصحافة والصحفيين كل انواع العذاب لا يزال جالسا على مكتبه يتمتع بكل المزايا التى يعطيها له المنصب، وكذلك بقية العقد الفريد من منسوبى جهاز الامن الذين لم يجدوا وسيلة لانتهاك حقوق الابرياء ومنها القتل والتعذيب البشع إلا واستخدموها !!
* نفس الوجوه ونفس المناظر ونفس السلوك .. حتى لعبة شراء الوقت التى برع فيها النظام المخلوع هى نفس اللعبة التى يمارسها ببراعة الآن المجلس العسكرى الانتقالى الذى يديره شبيه على عثمان في الصورة والصوت والدهاء زين العابدين (ابو دقن)، ولم يبق إلا أن نرى المخلوع يكذب و يشتم ويرقص ويصرخ مناديا (وداد) التى تقف وراءه، فترفع سبابتها اليمنى الى اعلى تستجيب لندائه وتستفز الشعب!!
* لا يزال كل شئ كما هو .. المظهر الوحيد الجديد هو إختفاء المخلوع الراقص، ولا يدرى أحد هل هو فعلا معتقل بسجن كوبر ــ كما زعم المجلس العسكرى تحت ضغط الحكومة البريطانية التى طالبت بالكشف عن مكان اعتقاله ــ أم لا يزال مقيما بقصر الضيافة ضيفا عزيزا مكرما على حساب الشعب السودانى، أم في مكان آخر لا يعرف أحد شيئا عنه؟!
* منذ استيلاء المجلس العسكرى على السلطة وهو يتعمد السرية والغموض في كل شئ، كأنه مجلس مافيا وليس مجلس سلطة .. حتى أبسط الاشياء، وهى الاعتقالات، يتعاملون معها بسرية وغموض .. يقولون انهم اعتقلوا فلانا وعلانا، ولا يعرف أحد قائمة المعتقلين ولا أماكن إعتقالهم، وهل هم معتقلون فعلا ام انها مسرحية سمجة مثل التى ابتدر بها النظام المخلوع عهده البغيض في 30 يونيو، 1989 وظل يمارسها طيلة الثلاثين عاما الماضية، ولا تزال السائدة حتى اليوم، ولا غرابة في ذلك ما دام ( ابو دقن) هو الرئيس والمسيطر الفعلى على اعمال المجلس العسكرى الانتقالى بمساعدة ضابط الأمن ووزير خارجية المجلس جلال الشيخ، بينما (البرهان) لا حول له ولا قوة وكذلك بقية اعضاء المجلس ما عدا الضلع الثالث في المثلث الخطير والشرطى الذى يشده الحنين الى المخلوع كل حين، فيذرف الدموع ويغنى (متين يا ربى تانى تلمنا، قريب يا ربى تانى تلمنا) ــ مع الاعتذار لابراهيم عوض!!
* لماذا لا ينشر المجلس قائمة المعتقلين واماكن اعتقالهم، وقوائم الاموال والممتلكات المتحفظ عليها واسماء اصحابها، فيطمئن اصحاب الشكوك والظن السئ مثلى بصدق حديثه، ويحمى نفسه من المسؤولية القانونية إذا هرب أحد المعتقلين أو أصابه ضرر، بالاضافة الى حماية الحق القانونى للمتهمين بالكشف عن اسمائهم واماكن اعتقالهم واموالهم وممتلكاتهم المتحفظ عليها، فضلا عن اكتساب ثقة المواطنين التى يفتقد إليها، إلا إذا كان ينتظر الأوامر أن تأتيه من الخارج كما حدث مع البشير، أو انه يمارس الخداع ولا وجود لمعتقلين او أموال وممتلكات متحفظ عليها، أو انه واقع تحت تأثير العقلية الكيزانية الأمنية التى تسيطرعليه وتديره وتلعب به كما تريد !!
* إن لم يُغيّر المجلس طريقته ويلتزم الشفافية والوضوح في ممارسة اعماله والتعامل الجاد مع مطالب الشعب والكف عن ممارسة الحيل وشراء الوقت، فعليه أن يرحل ويترك الامانة لمن يستطيع أن يحملها ويؤديها باقتدار وإلا فإن المعتصمين والثوار ومليون قطار عطبره وكل الجماهير جاهزة لإزاحته كما ازاحت المخلوع!!