@ من أكثر القضايا التي وجدت مناصرة و دعم و تأييد في ولاية الجزيرة هي قضية الظلم الواقع على انسان كنابي مشروع الجزيرة قبل أن يتصدى أبناء الكنابي أنفسهم لهذه القضية التي طرحت بشكل وجدت تفهم من قبل الكثير من المواطنين، قبل أن تكون قضية عمال زراعيين فرضت عليهم ظروف الحرب الأهلية في مناطقهم في الغرب بجانب حالة الجفاف التي فرضت عليهم اختيار مناطق سكنهم المؤقت الحالي سكنا دائما دون يستصحب ذلك تحضير و استكمال رسمي لكل مطلوبات تغيير أوضاعهم كي تتواءم مع أوضاعهم الجديد مثلهم مثل كل من هاجر من مسقط رأسه و ما يزال يعتقد أن هجرته مؤقته و أنه لا محال راجع للبلد ولهذا لم يعملوا على استقرار هم و كأنهم يعيشون ابدا ليكتشفو ا ان بعضا منهم ارتبط بهذا الواقع رغم قساوته فقد قبلت به اجيالهم التي ولدت و تناسلت في المواقع الحالية في الكنابي التي أصبحت واقعا لابد من تغييره للأحسن.
@ عندما طرحنا قضية الكنابي بشكل موضوعي في هذه الصحيفة و في بعض الصحف والمواقع الأخرى وجدنا تجاوب مع المهتمين بهذه القضية و بدأت مجموعات من أبناء الكنابي تجد متنفسا في كل الكتابات عن الكنابي علها تضئ لهم الطريق من أجل طرح قضاياهم أمام المسئولين و محاولة تجميع صفوفهم و تنظيم أنفسهم حتى يحققوا بعض مطلوباتهم و قد واجهنا في الصحيفة ملاحقات من جهاز الأمن في اتجاه الضغط من أجل عدم تسليط الضوء على قضايا الكنابي و التى يعتبرونها قنبلة قابلة الإنفجار في أي لحظة لانها تحتمل توجه عنصري إستغلته الحركات المسلحة التي أصبحت تعرف بالجبهة الثورية. من الطبيعي جدا أن تحدث احتكاكات بسبب الأرض و السكن بين مكونات الكنابي و أهل القرى المجاورة لهم قد تصل إلى استخدام العنف المفضي للموت و أحداث الخسائر بين الطرفين هذه الحوادث المعزولة وجدت لدى البعض دافعا لتصعيد قضية الكنابي و صبغها بتوجه عنصري وفي ذات الوقت نجد أن هنالك انسجام وتعاون مع مواطنى بعض الكنابي و بعض القرى مما يؤكد أن المشكلة ليست اختلاف عنصري.
@ بدأت بعض العناصر الطامة لتصبح قيادات وسط أهل الكنابي باستخدام خطاب عنصري بغيض بدأت وتائره تعلو مؤخرا و يزداد شراسة عقب انفجار اي حادث و لعل آخرها ما حدث في المعيلق التي استغل ما حدث فيها للتصعيد و إعلاء الخطاب العنصري الذي يفتقد للحكمة وسعة الأفق ولن يقدم بهكذا توجه، قيادات واعية لسكان الكنابي الذين سيكتشفون لاحقا أن من يقودون هذا الخطاب التحريضي لن يصمدوا و لن يحققوا اي اختراق لقضية الكنابي ولعل هذا ما حدث مؤخرا عقب تبرؤ تحالف تنمية الكنابي والقرى بالسودان من الامين العام لمؤتمر الكنابي جعفر محمدين ممثل الجبهة الثورية وقالو انه لا يمثل الكنابي ولم يمنح تفويضا من أحد .وأكد التحالف انهم جسم مطلبي وليس جهة سياسية هدفهم تنمية وتطوير الكنابي وتحسين الخدمات الحيوية في القرى والكنابي.وأطلق التحالف نشاطه رسميا بمؤتمر صحفي وسط الخرطوم حدد فيه أهدافه وإستراتيجيته لحل مشاكل الكنابي التي تجاهلتها كل الحكومات المتعاقبة على حد قولهم.
@ وقال حامد عبد القادر عضو مركزية الكنابي ان التحالف جهة مطلبية يتكون من 14 كيان وليس له مشكلة من سكان القرى, وأضاف انهم يطالبون الحكومة الانتقالية بالنظر الى قضيتهم باعتبار ان الكنابي لم تحظ بخدمات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء رغم انهم جهة منتجة دعمت الاقتصاد القومي , وأشار حامد الى ان وضع الكنابي غير صالح للسكن ويحتاج الى معالجات من قبل الحكومة الإنتقالية, وإتهم عبد القادر جهات بأنها تعمل على ضرب النسيج الاجتماعي بين الكنابي والقرى, متعهدا بالمضي قدما كتحالف بالتنسيق مع الحكومة الانتقالية في السعي لحل هذه القضية المحورية, ودعا سكان القرى مساعدتهم في إيجاد الحلول ومساندة قضيتهم باعتبارها قضية الجميع, ونفى الحديث عن انهم يسعون لنزع الاراضي من اصحابها والدخول معهم في منازعات . وأعلن عضو التحالف النور عثمان عن قيام مؤتمر جامع ومؤتمرات قاعدية بمشاركة اهل القرى والكنابي لوضع استراتيجية لحل قضيتهم وإزالة اللبس الذي صاحب تصريحات السياسيين بشأن قضية الكنابي. من هنا تنطلق البداية الصحيحة لقضية الكنابي التي تستحق كل الدعم و الاهتمام من الحكومة و المواطنين .