صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

قصة الثعبان والبرهان

16

ماوراء الكلمات – طه مدثر

قصة الثعبان والبرهان

(1) لن يستطيع كائن من كان من الكائنات السياسية أو الحزبية أو الطرق الصوفية أو مايسمى رجال الإدارة الأهلية بالداخل، وأيضاً بعض الكائنات الخارجية من دول ومنظمات دولية و إقليمية، لن يستطيعوا، ان يشيدوا ويبنوا جسراً من الثقة، بين الشارع الثوري بقيادة لجان المقاومة، وبين السلطة الانقلابية، بقيادة قائد الجيش، ورئيس المجلس السيادي الانقلابي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ليس لأن تلك الكائنات، الداخلية والخارجية، لا تملك رؤية، او ليس لديها طريقة لإيجاد حلول لتلك الطامة الكبرى التي أدخل قائد الانقلاب البلاد فيها، ولكن لأن الثقة انعدمت تماماً، بين الشارع الثوري، وبين السلطة الانقلابية.

(2) فقد عرف الشارع معدن اللجنة الأمنية للمخلوع البشير، وعرف كيف يفكرون وكيف يخططون وكيف ينفذون المكائد والدسائس لهم، وكيف يضعون العراقيل والعوائق والحاويات، أمام تحقيق شعارات الثورة، ويمطرونه بالغاز المسيل للدموع (بدلاً من أن يوفرون له غاز الطهي) ويمطرونه بالماء الملون (برغم أن مواسيرنا تشكو انعدام الماء) والخ.

(3) ويبدو لى أن الثوار والثائرات، غير نادمين على تجربتهم المرة والمريرة، عقب توقيع الوثيقة الدستورية، وغير نادمين على تصديقهم المكون العسكري، الذي خان شريكه وبجرة قلم ألغى تلك الشراكة، ولكن الحسرة والندم يجب أن تحيق بالمكون العسكري، لأن المكر السيء دائماً يحيق بأهله.

(4) وفقدان الثقة، يجعل الشارع الثوري، يتوجس خيفة من أي دعوة يقدمها المكون العسكري، فهم يرون أن الثقة تكون بالأفعال لا بالأقوال، ولا وباللقاءات التلفزيونية الباردة والمملة والرتبية، كاللقاء الذي أجراه الاستاذ لقمان احمد، مع قائد الجيش، ورئيس مجلس السيادة، الذي كان عبارة (طق حنك)! وأحاديث مكررة ومعادة.

(5) ولكل الداعين والداعمين لبناء جسر ثقة، بين الشارع الثوري، وبين المكون العسكري، نحكي لهم قصة ذلك الاخ، الذي قتل الثعبان شقيقه، ففكر الاخ وقرر، ان يصالح الثعبان، وان يعيشا معاً في وفاق وطني، باعتبار أنهما يعيشان في بقعة واحدة، وبالفعل وقعا وثيقة توافقية، بشهود أطراف عديدة، ولكن شقيق القتيل، كان كلما رأى الثعبان يمر من أمامه، تذكر شقيقه القتيل، وذات مرة حمل فأسه، واختبى خلف شجرة ضخمة، حتى اذا ما مر الثعبان من أمامه، اخذ الفأس وضرب الثعبان، ولكن الضربة جاءت في ذيل الثعبان، ولم تقتله، فاصبح الثعبان خائفاً يترقب بأنه مقتول وان طال الزمن، ولكن للمرة الثانية، جاء شقيق القتيل، وعرض على الثعبان، وثيقة جديدة، تضمن لهما العيش بأمان، وتناسى مرارات الماضي، فقال الثعبان، الصلح بيني وبينك مستحيل، وفقدان الثقة أصبح أمراً واقعاً، فانت لن تنسى مقتل شقيقك، وذاك قبره، وأنا لا أنسى اثر فأسك، وهذا ذيلي المقطوع!!.

الجريدة

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد